The Girl From Egypt

فينك يا أم ياسر؟

بعد ما إتجوزت و سافرت نيويورك، إكتشفت إن الدلع اللي كنت عايشة فيه في مصر خلاص..راحت أيامه

 كنت عارفة إن الحياة الزوجية ليها مُتطلبات و مسؤليات مختلفة عن الأيام اللي الواحد كان عايش فيها (مِدلع) مع أهله

و لحسن حظي، ماما ربتنا على إننا لازم نساعد؛ حتى لو في شغالة، كنت برده بنضف اوضتي و بانشُر الغسيل و باغسل المواعين من حين لآخر. مش انا بس، انا و إخواتي الولاد!

بس برده كُنت مدلعة؛ إني ارجع من الشغل الاقي الغدا جاهز..دلع.

إني أخُش أوضتي و الاقيها متنضفة و متوضبة..دلع.

إني ارمي اي حاجة في الغسيل وارجع بعد كام يوم الاقيها مغسولة و مكوية..دلع.

 لما إتجوزت، طبيعي كُنت متوقعة اعمل كل الحاجات دي، بس الاصعب إني اعملها في الغربة. لإن مافيش ماما اللي ممكن تطبخلي و تبعتلي اكل كل فين و فين (عشان تساعدني) و مافيش بابا اللي ممكن يساعدني في مشوار عشان مش ملاحقه اعمله.

في الأول، شُغل البيت كان مش صعب اوي بس مع الوقت حاجاتي انا و جوزي بئت تكتر و الشقق هنا عبارة عن اكواخ ..ايوا..يعني لو اشتريت جزمة زيادة ممكن ملاقيش مكان احطها فيه! 🙂

لما إشتغلت الموضوع بئا اصعب عليا فجوزي قرر يجيب شغالة تنضف الشقة عشان يخفف عليا.

أكيد الشغالات هنا، في أمريكا و بالتحديد في نيويورك، مُختلفين عن شغالات مصر.

بس دايماً، بَفتكِر أم ياسر..

 

أم ياسر:

دي كانت شغالة ماما في مصر. ست بلدي و طيبة. كان بتمسك البيت تخليه فُلة.

تيجي الساعة ٧ الصبح ،ماما كانت بتخليها تِفطر و يَبدأ العَمل..

بتشيل العَفش و تنضف تحتيه.

بتنفض السجاجيد.

بتغسل النجف.

بتمسح الأرض و تخليها بتبرق. و أحِب أوضح.. الأرض كُلها، ما ظهَر منها و ما خفى.

بتنشر الغسيل.

و كل كام شهر بتغسل السجاجيد (سجاجيد مصر اللي إنتم عارفينها).

!بتعمِل أي حاجة و كُللللل حاجة

 و بدأ مشواري مع شغالات نيويورك..

 

 الشغالة الأولى:

بفتح الباب، لقيت ست بلوندBlonde في الخمسينات من عمرها و لبسة شيك . إتلخبطت!!

الصورة اللي إتربينا عليها في مصر، إن الشغالة بتبقى ست غلبانة و لابسة جلابية و رَبطة دماغها و غالباً ماسكة كيس في إيدها 🙂

أكيد ماكنتش متوقعة الشغالة تكون لابسة جلابية ..بس..الست شكلها مُحترم اوي.

دخلِت الست و إتفرجت على الشقة و إدتني reference إنها كانت بتشتغل Housekeeping في الشيراتون!! 🙂

سألتها كام سؤال و مقدرتش امسك نفسي من إني أسألها “هوا انتي بتنضفي باللبس ده؟”، ردها كان ..إنها بتلبس مريلة عليه..(لا تعليق)

إختلفنا على السعر لإنها طلبت مبلغ كبير..واضح إنها كانت فاكراني المريديان!

و قررت أدور على حد تاني.

 

الشغالة التانية:

جوزي كلم مكتب للعاملات. بعتولنا شغالة. المرة دي، ست من أمريكا اللاتينية و بتتكلم كام كلمة إنجليزي بس.

سألتها تاكلي او تشربي حاجة  بسرعة ( اصلها جَت بدري اوي و أكيد ما لحقتش تفطَر فقُلت أعمل زي ما ماما ما كانت بتعمل و أخليها تفطر بسرعة).

الست بصتلي بإستغراب و قالتي” لأ”.

طييييب!!!

والله أنا مش ساذجة بس هيا بني آدم برده.

أول ما ابتدت التنضيف، على طول قُلت إنها مُخضرمة.

حلو..بداية مُشرقة 🙂

لما جَت تنضف ال Living Room قولتلها “يلا، حاسعدِك نشيل السجادة و ناخدها البلكونة”

الست بصتلي بإستغراب شديد لكن شالت معايا السجادة ‘المفعصة’ لإن زي ما قلت قبل كده، إحنا عايشين في كوخ

و خطوتين و كنا في البلكونة،  و بما إني معنديش منفضة، جِبت عصايا خشب (بتاعت المقشة) و قولتلها يلا نَفَضي السجادة.

الست كانت في حالة ذهووول 🙂

واضح إن في بلدها ما بينفضوش السجاجيد (أمريكا طبعاً مفروغ منها، مبدأ التنفيض مش موجود أصلاً زي مبدأ نَشر الغسيل كده).

فَهمتها ليه بنفَض السجادة و ورتها إزاي.

 

زيارة في التانية، جوزي بيتكلم يعمل ميعاد عشان الست تيجي تنضف، المكتب قاله “الشغالة ضهرها بيوجعها من شيل السجادة و مش حينفع تيجي تاني، ممكن نبعتلَك حد غيرها”

ضهرها بيوجعها؟ المُفتررررية.. دانا كل مرة بشيلها معاهاااا و دي حتة سجادة مفعصة و مش تقيلة!! أنا بساعدها بس ذوق مني!!

أمال لو شافت سجاجيد مصر.. و أحجامهم..؟؟

 

فينك يا أم ياسر؟!!

 اللي بَعدُه..

 

جاتلي كام واحدة من أمريكا اللاتينية بس معجابونيش. التنضيف عندهم مُنقسم إلى تَلات خطوات:

١- تلميع (مش كُل حاجة طبعاً)

٢- مكنسة Vacuuming من على الوش

٣- مسح الأرض اللي حوالين ..ايوا.. أنا قُلت ‘اللي حوالين’ السجادة و الموبيليا!!

 يااااا سلام.. طب مانا ممكن أعمل كده من غيركم! يا ترى التراب اللي تحت الكنبة ولا الترابيزة ولا السجادة نِظامه إيه؟!

قررت ماجبش حَد و أرجع أنضف لوحدي.

صِعبت على جوزي.

بَرجع من الشٌغل متأخر اوي و تعبانة و يا دوب بنتعشى. و في الويك إند بَضيع نصف اليوم في التنضيف و يمكن أكتر.

هوا في كام يوم في الويك إند؟!

 

جوزي قرر يجيبلي شغالة 🙂

 

الشغالة الللل…سابعة:

المرة دي من بولاندا.

الست نضفت كويس بس كُل ما قولها حاجة، تلوي بوذها. جالها تليفون في التاني و هيا المفروض تخلَص الشقة في خَمس ساعات. ايوا..هما بيشتغلوا بالساعة..يعني كُل دقيقة محسوبة. تِضيع ربع الوقت في التليفون بئا؟

سِكت، .مرضتش أقولها حاجة.

 

“ماتنسيش تنضفي الشبالبيك”

“شبابيك؟ لا..أنا مِش المفروض أعمِل الشبابيك.. و كمان أنا عندي ميعاد بعديكي”

“لأ!!! أنا دفعَت زيادة عشان تعملي الشبابيك و إنتي المَفروض تنضفي خَمس ساعات مش تلاتة”

(الشبابيك، التلاجة و أحياناً البوتاجاز بندفع زيادة لو عايزيين الشغالة تنضفهُم.. ناقصة أصلها!)

 يمين، شمال، مديرتها كلمتها و قالتها إن كلامي هوا اللي صح..

بوز طويل منها و كَملت تنضيف.

 

كَلمني جوزي يقولي ” مديرة الشغالة بتقول إنك بتخليها تُزوق العفش و تنضف تحتيه”

“آه ه ه..قصدك، سرير البيبي اللي بيتزأ بإيد واحده؟!”

سرير البيبي، اللي زأيتوا قدمها بإيد واااااحدة و قولتها نضفي وراه..(أصل أنا مِش هولاكو و هيا.. تِفصَل مني أتنتن!!)

و الكنبتين اللي عندنا، قولتلها ناديني أساعدك نُزأوهم مع بعض..كنبتين من بتوع أمريكا، مش من بتوع مصر الجامديين التقال..

بنت اللذيناااا….

فينك يا أم ياسررر؟!!

 قررت تاني إني انضف لوحدي.

 

رغم إني بئا عَندي بيبي بس  كنت سيبت الشغل. و قولت لجوزي “التنضيف رياضة”

اليوم اللي مش حاروح فيه الجيم، حانضف فيه. اهو الواحد بيوطي و يقوم و يروح و يجي و يطلَع و ينزِل..رياضة. و قَسمت الشقة على  يوميين عشان و البيبي معايا..مستحيل أنضف كل الشقة في نفس اليوم.

 

نجَحت التجربة إلى حد كبير 🙂

 

بس بنتي كِبرت شوية و الموضوع بئا أصعب..

 

جوزي قرر يجيبلي شغالة 🙂

في ناس ممكن تقتكر إن جوزي مدلعني..الناس دي مَتعرفش إن العيشة في الغربة بعيد عن الأهل و الأصحاب صَعبة إزاي.. و بعدين الشغالة، من اللي شوفته، مِش دلع اوووي..دي قََرف.

الشغالة الللل..جديدة:

فتحت الباب، لقيت بنت شابة بلونداية Blonde الأرجَح إني أوصفها بالموديل Model. دخلت بهدوء و فهمتها اللي أنا عايزاه.

طَلبت مني إنها تُخش الحمام. و خرجِت..

و خرجِت لابسة Hot Short..

نضفِت كويس و بهدوء ولا إدتني بوز ولا طلَعِت روحي.

 ممكن أجيبها تاني..

 

جبتها تاني.. المرة دي دَخلِت الحمام و خرَجت لابسة بنطلون رياضة Sweat Pants..جمييييل

و من فوق تيشرت Stomach..

مش مهم، المهم إنها بتنضف كويس..:)

 

سألت جوزي “لقيتها فين الشغالة دي؟”

“واحد صحبي قالي على المكتب اللي مشَغَلها”

“صاحبك دا نِمس” 🙂

“ليه!!”

“لااا..بتنضَف كويس”

عرِف جوزي بعد كده ليه.

أصله قرر يفاجئني قبل ما أرجع من زيارتي لمصر و جابها تنضف الشقة عشان أرجع ألاقي الشقة نضيفة 🙂

الشغالات في نيويورك غاليين، زي كل حاجة! بدفَع في التنضيف (من غير التلاجة ولا الشبابيك) ١٢٠ دولار دا غير البقشيش.

يعني اللي متضايق أوي إنه جايب شغالة لمراته في مصر و بيدفعلها ١٠٠ او ١٥٠ جنيه، يحمِد ربنا.

 

و أرجع و أقول…

فينك يا أم ياسررررررر؟!!

وحشتيني!

 

Exit mobile version