The Girl From Egypt

عِش الزوجية

http://www.dreamstime.com/royalty-free-stock-photos-hand-holding-tiny-house-cartoon-illustration-securing-image30676278

كنت عارفة و انا مسافرة نيويورك إني حاسكن في شقة صغيرة    

و ده الطبيعي هناك لإتنين ليسه متجوزين (او لاي حد) إنهم يعيشوا في Studio (أوضة) او في شقة أوضة و صالة One Bedroom و لما يخلفوا او يتقدموا في حياتهم شوية بينقلوا شقة أوضتين نوم و صالة Two Bedrooms

 مِش عارفة ليه إفتكرت موقف مِن  أيام الكُلية  و إحنا بندور على شقة في نيويورك

كنت واقفة مع مجموعة من الناس و كان بيتكلموا على الجواز. واحدة كان متقدملها عريس و كانت متضايقة إنه إزاي يتقدملها و هوا في رأيها مش مُستعد..

 “لِيه عين يتقدملي و شقته ٧٠ متر بس؟!”

 معرَفش ليه ليسه فاكرة الجملة دي اوي!

 جوزي هوا اللي كان مُتولي مهمة التدوير على شقة عشان انا كنت في مصر بالِم حاجاتي و باخلص اللي ورايا قبل ما سافر. فكان بيبعتلي صور للشقق اللي بيتفرج عليها و انا باحاول أختار معاه!

 كان ليا طلب واحد يكون موجود في الشقة..بلكونة

 ” بلللكونة؟؟!..حبيبتي، صعب..صعب جداً ألاقي شقة ببلاكونة”

 “ليه، هيا الناس عندكم مابتقعدش في البالوكنات؟”

 هوا انا طالبة قصر؟..دي بلكونة

 واضح إني ماكنتش فاهمة إن فكرة البلكونة دي فكرة خيالية

 طيييب 

 كان قدامنا نوعين من الشقق:

 شقق قديمة في عمارات قديمة و دي حتي لو جدِدوها، برضو شكلها مات من زمان!

بس اكتر حاجة كانت مضايقاني في الشقق دي، البلاط المربعات الابيض في إسود (اللي برده مات من زمان) اللي حتلاقيه في الحمام المنقرض او في الممر اللي قدام الشقق.

ليه..ليه نظام الشيوعية؟ ولا دا ستايل Style و انا مش فاهمة؟ 

 

يإما شقق جديدة في عمارات جديدة ليسه مبنية. و دي بتبقى أصغر في المساحة من الشقق القديمة  

“على فكرة، الشقق هنا مافيهاش غسالة ولا دراير Dryer”

كماااان..يعني ولا بلكونة ولا غسالة و دراير Dryer؟ طب فيها حيطان ولا دا كمان Option؟

إيه دا؟ اومال الناس ليه مموتة نفسها على نيويورك كده؟

الغسالات و الداريرز Dryers يإما في البدروم Basement بتاع العمارات (مِش كُل العُمارات عندها غسالات) و كل السكان بيغسلوا في الكام غسالة اللي تحت (بفلوس طبعاً) يإما الواحد يروح مغسلة و يُعد جنب غسيله لحد ما يتغسل و ينشف.

يعني تضيع تَلت اربع ساعات من عمرك مستني جنب غسالة!!

 دي شغالة ماما مِن أول الحاجات اللي جابتها لبنتها و هيا بتجهزها، الغسالة!

أنا انزل في عز البرد و التلج شايلة غسيل الإسبوع على ضهري و اروح أغسل؟! ليه؟ ليه يا ربي كده؟ هوا أنا عايشة في مركز ابو طشط نيويورك؟ دي نيويورك الMetropoltian City، اللي كُله بيتفشخر إنه عايش فيها!!

يعني مدينة نيويورك مش عارفة تُحط غسالات في الشقق؟ لما سألت قالولي اصلها بتعمل إزعاج..

دي كده شيماء بنت أم محمود الشغالة، هانم بئا!!

 

كلمني جوزي بفرحة عارمة في يوم و قالي ” لقيتلِك الشقة اللي نِفسك فيهااااا”

“لاااااااا، بجد؟؟!!” 

“ايواااا.. و فيها بلكونة”

 مش قادرة امسك نفسي من الفرحة..شقة ببلكونة..أنا..أنا..فرحانة

“و مفجأأأأة تانية”

“إيه إيه؟!!”

“كُل دوووور فيههه…غساااااالة”

“ااااااااا..مِش ممكن”

قلبي الصغير لا يحتمل..

كَلبشنا في الشقة و خدناها رغم إن إيجارها كان أغلى من كل الإيجارات التانية. دي بردو الشقة اللي حانعيش فيها..نعيش مستريح بئئئا. مِش غُربة و عدم راحة

 وصلت نيويورك و انا مبسوطة إني حأشوف جوزي و الشقة الجديدة اللي فيها بلكونة 

كانت شقة أوضة و صالة One Bedroom

فتح جوزي الباب و على طول إفتكرت الشقة اللي في مسرحية الهَمجي..هِيا هِيا!

“إيه رأيييك؟”

“جميييييلة اوي..”

“تعالي أفرَجِك عليها”

“…يلا نِتفرَج!!” 

 

الشقة غالباً كانت عبارة عن أوضة و حطُلها حيطة عشان يسموها شقة أوضة و صالة

مش قولتكم واضح إن حتى الحيطة Option

مش مهم، المهم إنها شقة جديدة و نضيفة و فيها بلكونة 

و كام خطوة بعد ما أفتح باب الشقة الاقي الغسالة و الDryer

يعني مافيش أحسن من كده

الشقة كُلها كُلها بالبلكونة ٤٨ م

يعني البنت اللي كان مِش عاجبها الشقة ال٧٠ م كان زمانها أغمو عليها لو شافت شقتي! 

 

 شقتنا رغم صغرها الشديد، كانت ليها مزايا كتير..مثثثلاً:

“حبيبي، ممكن تولع على براد الميه؟”

يروح جوزي و هوا قاعد على الكنبة في الLiving Room مادِد إيده و مولع على البراد!

أصل البوتاجاز جنب الكنبة..كُله مع بعضه

 “حبيبي، ممكن تفتح الشباك؟”

يقوم جوزي مادِد إيده فاتح الشباك اللي وراه على طول و هوا قاعد على نفس الكنبة اللي في الLiving Room برده

 كُله في متناول اليد 

 الLiving Room هيا الصالون، هيا السفرة، هيا المطبخ في نَفس الوقت..كُله كُله في نَفس المكان عشان الواحد مايتعبش من الحركة الكتير

 

اكيد بتفكروا كنا بنعمل إيه لو عَملنا عزومة؟!

كنا بنُحشر ٧ رجالة في البلكونة مع الشيشة بتاعتهم، فبيفضلوا قاعديين فيها (دا في الصيف بس) وبئيت الناس  في الLiving Room.

كنا دايماً مابنعزمش اكتر من عَدد معين و إلا كده  كنا حانضطر نفتح الحمام للناس تقف فيه.

 

البلكونة كمان كان ليها مزايا كتير:

في الصيف، بنعُد فيها نفطر او نتعشى او نشرب حاجة (كمان كان الview بتاعها الManhattan Skyline)

في الشتا كنا بنستخدمها تلاجة، للحاجات الزيادة اللي مش مكفية في تلاجة المطبخ.

كان ليا حق لما صَممت على بلكونة!

مُشكلة واحدة بس كانت في الشقة..إن مافيش مكان أحط فيه كُل حاجاتي!

فإخترعت أنا و جوزي أماكن عشان نحُط حاجتنا على شرط إن البيت يفضل شكله مُرتب و دا نَمّا الCreativity عندنا..ميزة اهِه 

في مصر، على طول كنت باسمع و اشوف البنات بتجهز شققها إزاي. فعلاً اكنها شقة العُمر و هيا فعلاً في معظم الأحيان شقة العُمر بس اللي كنت بستغربه كَم الفلوس اللي بتتصرف على الشقة.

 كُل حاجة..كُللل حاجة لازم تكون على الشَعرة عشان لما الناس تيجي تباركلها، تفرجهم على الشقة و هيا راسها مرفوعة!

“دي من عند محل ‘إسرقوني و النبي أصل انا عبيطة’..”!!!

“لأ دي بئا عُمولة، زي اللي في الكاتالوج اللي من إيطاليا بالظبط”!!!

من حق كل بنت تِفرش بيتها حلو طبعاً و تجيب اللي نِفسها فيه و من حقها تبئا فخورة ببيتها بس الرحمة شوية من المنظرة. إنتي و الغلبان جوزك (و باباكي و باباه) اللي دافعيين و في الاخر، الدنيا أذواق. يعني بعد كُل ده، في ناس حاتنتقد برده

“ذوقها بلدي..”

“دا لون حيطه دا؟”

و كلام كتير ياما سمعناه

 لما جيت أفرش شقتي في نيويورك..جبنا حاجات بسيطة و لو مؤقتاً لحد ما نقدر نجيب الأحسن (و الأغلى)

أنا لو كنت إتجوزت في مَصر، كنت أكيد حاقع تحت ضغوط المُجتمع بس برده كنت حاحاول اعمِل اللي حاقدر عليه و اكمِل الباقي شوية شوية. مِش لازم الناس تيجي تتفرج على الشقة..و لو إتفرجوا..إتنين ليسه مبتدين حياتهم، مُنتظريين منهم إيه؟!

 البنات مُمكن تزعل مني عشان الكلام اللي بقوله ده. فَكري شوية، حتلاقيه صَح!

في الأخر.. المهم تكونوا مبسوطيين مع بعض.

و كُل ماتحسي إنك متضايقة من شقتك، إفتكريني و إفتكري شقتي ال٤٨م 

‘عِش الزوجية’

واضح إن اللي سماه ‘عِش’ كان عايش في نيويورك قبل كده! 

Exit mobile version