The Girl From Egypt

عروسة مستوردة

Imported_Bride_600px

الجواز قسمة و نصيب..جُملة بنسمعها في مصر طول عُمرنا.

و انا جوازي كان فِعلاً قسمة و نصيب..و نصيب غريب اوي!

حابتدي الحكاية لما وصلت نيويورك. جوزي كان مُهتم جداً إنه يلاقيلي مُجتمع من المصريين و العرب اللي عايشين هناك عشان احس إن حياتي ماتغيرتش عن مصر كتير و يخفف عني الشعور بالغربة.

و بما إنه إتربي في نيويورك في حِتة مافيهاش مصريين، فكان كُل اصحابه أمريكان.

بس بعد ما إتقابلنا في مصر، رجع امريكا و إبتدى يحاول يتعرف اكتر على مصريين و عرب عايشين في نيويورك عشان يبئا عندنا مجموعة ظريفة من الأصحاب.

و فعلاً، إتعرف على مجموعة ظريفة، مصريين على شوام؛ Arab Americans مُعظمهم مولودين و متربيين في امريكا.

و بعد ما إتجوزنا و نقلت نيويورك، إبتدينا نُخرج معاهم من حين لآخر. و في يوم رُحنا حفلة كان فيها بعض ال Arab Americans.

داخليين المكان و كانت واحدة من اصحاب جوزي واقفة، قدمني ليها

“مراتي..شهيرة”

مَدِت إيدها سَلمِت عليا بذوق و بعد كده مدت إيدها تسلم علي جوزي و بكُل العواطف الجياشة راحِت شافطة خدوده ببوسه و هيا بتقولوا “مبرووووك”

على فكرة انا العروسة..انا انا..مافيش بوسه ليا؟ 

دخلنا الحفلة، ناس ظريفة و احاديث لطيفة و موسيقى حلوة. و جوزي فرحان، بيقدمني للناس “مراتي” و الناس بتباركلنا لحد ما قدمني لواحدة مصرية امريكية (مولودة و متربية في امريكا)

“مراتي شهيرة”

سلِمت البنت عليا و قالتي

“?So.. you are imported”

“!!!?Excuse me..imported”

“ايوا..الولاد المصريين هنا بيسافروا مصر يجيبوا عروسة و يرجعوا، بعملوا importing ليكو”

“……….”

انا مذهولة..قصدها إيه البنت دي؟ مِش عارفة ارد عليها مِن الصدمة..ماكنتش متوقعة التعليق ده ابداااااً. كنت متوقعة مبروك

و انا في حالة الذهول دي، كَملت كلامها

“مالنا إحنا؟ ماحنا بردوا كويسين..بيجبوا من مصر ليه؟”

هوا انا شنطة جابها مِن مصر و هوا راجع؟ انا بني آدم! يعني اكيد فكرت و قررت و حبيت و إتجوزت..ما راحش نقا هوا و إشترى و رِجع

بس واضح إن  ده اللي البنت حساه و مُقتنعة بيه. دا غير إنها واضح إنها بِتمر بظروف نفسية مخلياها غِلاوية شوية!

ماردتش عليها و إتغير مَجرى الحديث لحاجة تانية و شَغلت نفسي بالكلام مع ناس تانية و إني انبسط في الحفلة. بس كلام البنت عَلق في مُخي و ماقدرتِش انساه

انااااا imported ؟!

في عزومة تانية حضرتها مع جوزي، واقفين مع مجموعة بيتكلموا بالإنجليزي و انا قاعدة بسمع و انا ساكته و فجأة علقت بالإنجليزي.

لقيت بنت بتقولي:

“إيييه ده؟ انتي بتكلمي إنجليزي؟!!!”

“ايوا!! فيها حاجة دي؟!!”

“لا لا..اصل كُل اللي بيجوا جديد مايعرفوش يتكلموا إنجليزي”

هوا فيه ايه؟ واحدة تقولي Imported و التانية مِستغربة إني بتكلم إنجليزي.

فكرتهم مهببة عن البنات اللي بيتجوزوا و يجوا جديد هنا. إننا مابنصدَق نلاقي عريس عايش في امريكا فبنوافق على طول و نلِم شنطة هدومنا و نسافر معاهم علي اول طيارة.

دانا عُمري ما فكرت في امريكا و لا غيرها. طول عُمري عايزة اتجوز واحد مناسب لتفكيري و طباعي..لا فكرت في فلوس و لا حِلمت بمهر و شبكة بكذا ولااااا الهوا..دا بجد! ماتربتش على إن اقعد مستنية العريس اللُقطة.

كنت ماشية في حياتي عادي لحد ما قابلت جوزي (و اكيد قابلت ناس قبله بردوا، مِش حاستعبط يعني،  بس ما كانوش مناسبين..و ماكانش في نصيب زي ما بنقول في مصر).

بالمناسبة بابايا كان طول عُمره رافض مبدأ إني اتجوز حد عايش بره. ببساطة لإنه واحِد مانعرفش عنه حاجة و عايش في عالم تاني .

و مِش عشان إنه عايزني اقعد جنبه. ابداً! بالعكس، طول عُمري بسمعه يقول إن الست لازم تقف جنب جوزها و لو ظروف شُغله تطلبت إنها تنقل معاه مكان تاني، فلازم الست تنقل معاه عشان الأسرة تِفضل مترابطة. اللهم بئا الزوج ده بيشتغل في صحراء جرداء، لا زرع فيها ولا ماء!

بس إن يجي واحد مِن بره (عايش بره مصر) لا نعرفه ولا يعرفنا خالص يتجوزني و ياخدني و يمشي..ده مستحيل.

بس انا ظروف جوازي مُختلفة. انا اعرف جوزي من و إحنا عندنا ٤ سنين. كان معايا في المدرسة وفي النادي، و كمان كان قاعِد جنبي في الفصل في المدرسة في سنة من السنين.

لا لا لا..ماكنش فيه ما بينا قصة حُب ولا حاجة! كان ولد عادي بالنسبة لي..ولد معايا في المدزسة و في فريق السباحة في النادي و بس.

و سافر جوزي بعد إعدادي امريكا. و ماسمعتش عنه تاني. كُل واحد  مِنا مِشي في حياته لحد ما جه زيارة لمصر بعد سنين كتير. كنت صدفة خارجة مع اصحاب من المدرسة و هوا جِه الخروجة دي. شافني فيها. كنت على طبيعتي خاااالص. ولا في بالي اي حاجة..و هاريته رغي و قصص اليوم ده

 لو واحد عادي، حايقولَك البنت دي دوشة..بس واضح إن دوشتي عجبته.. 

كام خروجة مع اصحابنا و وقع في دباديبي..(او انا احب افتكر إنه وقع في دباديبي)

و في يوم جَمع شجاعته ،و قالي:

“Ehhhh…I like you”

و كان مُتوقع إن زييييييو،  قلَم ينزل علي وشه بعد الكلمتين دول

بس محصلش طبعاً

“ليه؟ هوا انت قُلت حاجة وِحشة؟”

“اصل مِش عارف البنات هنا بيفكروا إزاي..بقالي 9 سنين ماجِتش اجازة لمصر.ماكنتش عارِف اتوقع إيه!”

بس بئا.. و إبتدت القصة من هنا. انا و الولد اللي كان معايا في المدرسة من  ايام الحضانة و اللي كان معايا في النادي.. اتقلبلنا تاني بالصُدفة بعد سنين و سنين و حبينا بعض و إتجوزنا.

جوزي عاش طفولته كلها في مصرو بعدين سافر امريكا. بيتكلم عربي زي الفل بس ساعات قي كلام بيقع منه و يتضايق اوي لو حَد قال عليه خواجة او علق على العربي بتاعه.

دا كُله ماكنش مهم بالنسبة لي. اهم حاجة عندي انه كان يسيب فكرة ظريفة عنه عند اهلي لما يقابلهم اول مرة

و في اول قعدة مع بابا بيتكلموا و يتعرفوا. سأله بابا ساكن فين بالظبط

“عارف حضرتك الطاسة..لِف مِن حواليها و خُش يمين”

بَصيت لبابا عشان اشوف تَعبير وشِه. اعرف، الجوازة ليسه ماشية ولا مافيش امل، لقيت باب ماتهزِش، بيسمع بثبات و أذان صاغية ولا اكن حاجة حصلت..في أمل الجوازة تتم 

و رغم إن كُل واحد مننا كان عايش في بلد لكن، إتفقنا إننا لازم نِعمل المجهود اللي يخلينا نعرف بعض اكتر رغم المسافة الكبيرة اللي مابينا فقررنا نكلم بعض كُل يوم و نِعمل Skype كُل ما تيجي فُرصة.

و عشان فرق التوقيت ما بينا، كنت بتعذب عشان اعرف اكلمه. ياما اضطريت اسهر عشان الحق اكلمه عشر دقايق بعد ما يخلص شغله قبل ما ادلق انام من التعب عشان انا كمان عندي شُغل تاني يوم.

كنا بنحاول نعمِل اكننا بنخرج مع بعض بطرق بسيطة و ظريفة، زي اي اتنين عايشين في نفس البلد. مثلاً:

مرة كان عامِل BBQ و عازم اصحابه. فتح Skype عشان احضر معاهم ال BBQ شوية.

كان يكلم اختي عشان تيجبلي ورد في عيد ميلادي و يقولها تستنى للساعة ١٢ بالليل عشان تديهوني. و تيجي الساعة ١٢، الاقي اختي داخلة اوضتي

“خُدي..زهقتوني انتو الإتنين. عايزة انام. إتجوزا و خلصوني بئا”

يعني ماجاش مصر، قالي بحبك، تجوزيني، قولته Okay و شهرين و سافرت امريكا!

و ماجاش برده إتقدم لأهلي، فأهلي فِرحواو قالوا “الله، عريس من امريكا” و قلبوني في الجوازة!

الموضوع خَد شوية وقت..

 

في مَصر الناس بتسأل علي العريس اللي متقدم بشَكل او اخر.

في ناس تروح تسأل بواب العُمارة اللي ساكن فيها العريس على اساس إن البواب هوا اللي حيقولهم التفاصيل الجبارة عنه.

البوااااب؟! مالقوش غير البواب؟ يعرف إيه البواب عن العريس غير إنه بيغسله عربيته و بيحيه و هوا طالع ونازِل و عنده كام اخ و اخت. و غالباً لو سألته حيقول

“يا باشا، دا راجل زي الفُل..مُصلي و مُحترم”

ابو العروسة بئا كان مُتوقع رد تاني مثلاً؟ هل كِده عِرف اي حاجة جديدة عن العريس..من البواب؟

لازم نِغير طُرق التفكير بتاعتنا دي. مِش البواب ولا المكوجي ولا السايس  هوا اللي حيقولنا العريس ده مُناسب ولا لأ!!

بابا بئا مالوش في طُرق السؤال دي. بابا تقريباً عَمل تقرير مُخابراتي عَن جوزي (اللي كان ايامها العريس) ولا اكنه مِقدم في وزارة الخارجية.

اتولد إمتي هوا و ماماته و باباه. سكنوا فين علي مَر السنين. إشتغلوا إيه و فين. كان محبوبين في شُغلهم ولا لأ…ومافيش مانع من نبذه قصيرة عن تاريخ العائلة

“باباااااا..ايه دا؟..مِش كده”

” عمامه بئا…”

“كماااااان؟!!!!”

“سمعتهم زي الفل”

بابا كان هَمه الاكبر إني اسافر و هوا مِطمِن عليا. لو عليه، مِش عايزني اسافر خالص بس عُمره ما قالها. هوا بس صوته كان طالع بالعافيه في كتب الكتاب..اللي هوا “سَرع يا

ا/مأذون قبل ما يرجع في كلامه”

اما جوزي(خطيبي ايامها) فسألني:

” هوا كتب الكتاب بيتم إزاي؟”

اصله سافِر و هوا صغير فعُمره ما حضر كتب كتاب قبل كِده..

حَكيتله عن اللي بيحصل و اللي المفروض يقوله ورا المأذون

“إنت بس قول ورا المأذون و ماتقلَقش”

بس كان بَصصلي بإستغراب..

“امال البوسه بتيجي إمتى؟!!!”

بوسسسسة ..دا عايزنا نِطلق في نَفس القاعدة.. فاكرنا في امريكا 

الاقيها من بابا و لا مِن منه!

 

بإختصار..انا مِش Imported

لا انا ولا اي بنت اتجوزت و جَت هنا مستورديين. احنا اتجوزنا و سافرنا مع اجوزنا عشان حياتهم هنا. و لو في واحدة حصَل و اتجوزت بسرعة و سافرت مع عريسها بلد تانية عشان تبتدي حياتها معاه هناك..عيب برده يتقال عليها مُستوردة.

لما سألت جوزي، ليه ماتجوزش من امريكا قالي

“عشان لما شوفتِك حبيتِك إنتي”

و ماكنش بيزور مصر في الوقث ده وهوا بيفكر في الجواز خالص. كانت مجرد اجازة و حصل إنه قابلني فيها.

و لو حتى كان نازل يدوّر علي عروسة،،ايه المانع؟ طالما جميع الأطرلف موافقة.

اما البنت اللي قالتلي الكلمتين البايخين بتوع You’re imported فدي ماقدرش اقول عنها غير إنها غلبانة و غالباً مَرت بظروف صعبة و طلّعت عقدتها عليا.

انا عندي اصحاب بنات مولودين و مِتربيين هنا في امريكا. بنات زي الفُل و بيتكلموا عربي اكنهم  كانوا مِتربيين في مصر. في مِنهم اهاليهم كانوا شادّين عليهم و هما صغيرين خوفاً من إنهم يطلعوا خواجات اوي. يعني لو كانوا عايشين في مصر، كان يمكن يكون عندهم حرية اكتر!!

اما اللي بينزل مصر يدوّر علي عروسة، دا لإنه غالباً ماقابِلش حد هنا مناسب لي.

و زي ماحنا في مصر عندنا فكرة معمِّمنها Stereotype عن البنات اللي عايشة هنا و غالباً مِش صحيحة. زي ما هما كمان عندهم بردوا Stereotype عننا في مصر و غالباً مِش صحيح.

في الاخر..البنات اللي في مصر كويسين و البنات اللي اتربت هنا بردوا كويسين.

و الدنيا اذواق

دا في ولاد في مصر بيبئا عندهم Checklist للبنت اللي عايز يتجوزها، و لو لاقى البنت اللي ماشية مع الChecklist دي، بيتقدملها ..لا عواطِف و لا مشاعِر لا نيلة! و اهو، قاعد في مصر، لا مسافر ولا حاجة. 

الجواز مِش تهجين مواشي 

الجواز إختيار مبني علي التوافق..مِش عروسة مستوردة تنفع في الغُربة!

الجواز قسمة و نصيب

 

Exit mobile version