The Girl From Egypt

أجازة وضع

آسفة إني ما كتبتِش بقالي كتير ، ماكنتٍش عارفة اركز. اصلي جالي الطلق و انا بحضّر للمقالة الجديدة..و بعدين وِلدت و إنشغلت (يعني إتْفَحَت) في البيبي الجديد و بنتي و البيت.

و قُلت ادي لنفسي “أجازة وَضع Maternity Leave” لحد ما اشد حيلي. كنت مخططة تلت او اربع شهور..لكن، الأجازة طولت مني شوية حلويين!

الحمل و الولادة حاجة مش سهلة خالص. لكل راجل فاكر إن الموضوع ده حاجة عادية..لأ..دي حاجة مِش عادية عشان اللي الستات بتمُر بيه مش قليل. لو جربت شهر واحد من الحمل..حاتعرف الستات بتتعب إزاي!

تخيل نفسك شايل وزن في بطنك، بني آدم بيكبر جواك و عايش بيه لمدة تقرب للعشَر شهور(الحمل ٤٠ إسبوع)، مع وجع الضهر و قِلة النوم و الزيارات الكتيرة للحمّام. و الchallange الأكبر إنك تعرف تنام في وضع مريح..لا علي الضهر نافع و طبعاً على البطن مش نافع و علي الجنب، لازم تُحط كم مخدات غير طبيعي عشان تسند رجلك و بطنك و ضهرك و في الاخِر حتزهق و حتنام و إنت قاعد..دا لو نمِت اصلاً.

دانتا لما بيجيلك إنتفاخ بتعمِل نفسك ميت..

كنت قريت مرة، مِش فاكرة فين طبعاً، إن الراجل لو تعرض لولادة واحدة زي اللي بتتعرضلها الست ممكن يموت..

إحمدوا ربنا بئا على نعمته. اخرك تتمنظر في الGym بالحديد اللي بتشيله.

إحنا الستات بيطلع روحنا عشان نخلف حتى بكل وسائل التكنولوچيا المتاحة اليومين دول.

كفاية بس مرحلة الcontractions..يا خرااابي..

طول عمرهم في الأفلام بيجيبوا الست اللي بتولد بتْصوّت و اكنها بتموت. كنت بأقول ‘يااااه على التمثيل’ بيدّونا فكرة سيئة عن الولادة.

أحب اقول..انا الست اللي في الفيلم..انا بموت من الألم زيها كده بالظبط. انا بشِد و أعض في نفسي (و في كُل حاجة حواليا) زيها كده بالظبط. الموضوع طلع حقيقي مش تمثيل. يعني ماكنوش بيضحكوا علينا.

بس الحِتة الوحيدة اللي ليسه مش فهماها ،”المية السخنة “! ليه دايماً تلاقي الداية، اللي عادةً شكلها يخوّف، بتخوش بحلة مية سخنة؟ يمكن عشان يعقموا الأدوات؟! بس مافيش أدوات! هيا الست بتشد “العيل” بإيديها و تقلبوا في بطانية و اكيد مش حاتحميه في ميه سخنة!

واضح إننا، كُلنا، حانفضل مش عارفيين ليه كانوا بيطلبوا دايماً ميه سُخنة.

الcontractions دي بئا حاجة تانية، دا عذااااب، على الأقل بالنسبة لي. و بتاخد وقت طوييييل، بس في ستات بيجيلها كام contraction خُفيف و هوووب تولد! (عشان البنات اللي ليسه ماخلفتش ماتخفش). انا unique، على رأي جوزي، اي حاجة بتحصلي لازم تكون عكس الطبيعي..قدر بئا!

حاشاركُم معناتي من غير كسوف لإن دي حاجة طبيعية..في ناس متلخبطة دلوقتي،صح؟ بيفكروا “البنت دي حاتقول إيه؟؟”،  متخافوش، مِش حاقول حاجة عيب!!! المقالة دي PG 13

الليلة الأولى من غير نوم:

إبتدى الطلق عندي بالليل و كله نايم. جوزي ما سمعنيش ولا حس بيا. كان الطلق ليسه في بدايته، contractions خفيفة. ماجاليش نوم خالص طبعاً.

المفروض لما الcontractions توصل اربع او خمس دقايق، اروح المُستشفى.

على الصبح كده كان تقريباً في حوالي ٢٠ دقيقة بين كل Contraction و التانية

اول ما جوزي سِمع كده، راح فاتح Excel Sheet.

انا اقول آ ه ه ه ه  و هوا يكتب 9:15am

آ ه ه ه ه

“إيه ده، Contraction ؟..9:35am”

بجد مِش مصدقاه!

شكلي حاولد يا النهاردة، يا بكرة الصبح بالكتير. قُلت اسلي نفسي بئا بدل ما اقعد مستنية كده!! ليسه قدامي اليوم كُله (يعني لو المرة دي زي الحمل اللي فات).

Contraction (و تألمت طبعاً)، خِلصت..كويس.قدامي تِلت ساعة

خدت دش

Contraction..

نشفت شعري

Contraction كمان..

بالمرة اعمل شعري بالبيبي لييس Flat Iron سريعاًً عشان شكلي يبئا ظريف و انا بولد. البنات هما اللي هيفهموا ليه انا عملت شعري. قُلت مش ألم و تعب و شكل منيل. جوزي ماكنش مصدق اللي بعمله..راح مصورني 

المهم انجزت شعري بسرعة قبل الContraction اللي بعديها.

Contraction..

لقيت كام طبق و كام كوباية في الحوض و رغم إن في Dishwasher عندنا (الحمد لله!)، بس قلت أغسلهم انا بسرعة عشان كله يبقى نضيف و اديني بسلي نفسي برده

Contraction..

اعمل ايه..اعمل ايه؟ المكتبة..محتاجة تلميعة سريعة. من على الوش.. لمعتها.

الستات في مرحلة ما قبل الولادة على طول، بيمروا بحاجة إسمها Nesting. معرفش إسمها إيه بالعربي بس معناها إن الست بتبقى عايزة كُل حاجة حواليها نضيفة، مُرتبة، في مكانها و جاهزة. انا بقا بئالي فترة في مرحلة الNesting دي. بـnest حتى و انا عندي الطلق!!

تعالوا شوفوني بعد ما اولد. لو حد طلب مني اناوله حاجة، ممكن ماردِش اصلاً..مش حاجمع الجملة الا بعد ما اللي قدامي يكون زهق و راح جابها لنفسه.

هدفي إني كنت افضَل شَغلة نفسي عشان ماركزش في الألم.

إتعذبت طول اليوم كده، و تقريباً لمعت البيت كُله! لحد مالcontractions إبتدت تزيد على بالليل. بنتي و جوزي و حماتي دخلوا يناموا و قعدت انا.. مش عارفة انام

الليلة التانية من غير نوم:

الساعة حوالي ١٢ بالليل..

إيه ده إيه ده؟ لأ لأ..دي كانت جامممدة.

و مِن هذه اللحظة..طلقات، صواريخ، contractions ورا بعض..و بئت مش عارفة امسك نفسي و ماصرخش فإبتديت اصرخ..و ..اصرخ..و اخُد نفس.. و اصرخ تاني. و جوزي نايم..نايم جوه الجبل غالباً..ولاااا الهوى.

كلمت الدكتورة اللي On call في المستشفى. و انا بكلمها جالي contraction بنت ستين في سبعين

“One mi..minute,I’m.. having a contraction”

“لا لا..الcontraction دي ماكملتش دقيقة، ماتجيش دلوقتي، اعتقد ممكن تولدي علي الفجر”

دي بتقولي إستني!!! حامووووت

“أنا مِسكت نفسي..الcontraction بتعدي الدقيقة..”

“مش إنتي عايزة تولدي طبيعي..إستنتي شوية، مِش دلوقتي”

في ولادة بنتي (الكبيرة)، كنت المفروض اولد طبيعي عشان هنا، ماينفعش حد يولد C-section إلا لو في سبب مرضي او حالة طارئة، خصوصاً أول ولادة. غير كده، الولادة الطبيعية هيا الطريقة المتبعة.

فلما جاتلي ال Contractions و انا حامل في بنتي و رُحت المستشفى، فيضلوا مستنين عشان اولد طبيعي و تقريباً كُل حد معدي (دكتور، Resident) يقرر يشوف انا بئيت dilated اد إيه فيروح مدخل إيده/إيدها لحد كوعه تقريباً و يطلعها و يقولي ليسه..بجد؟ ليسه؟ في اي حد تاني يحب يشوف ولا كُلكُم شوفتم خلاص؟

بعد ما صوّت و صوصوت و عديت كل مراحل الطلق و إستنوا عليا لآخر لحظة، إضطروا يولدوني Cesarean عشان دماغ بنتي كانت في وضع مِش سامح بالولادة الطبيعية.

المرة دي، طلبت من الدكتورة بتاعتي إني اولِد طبيعي.

طبيعي بعد C-section؟؟! ايوا..طبيعي بعد C-section، إيه المشكلة؟

قعدت دكتورتي معايا و قالتلي كُل الrisks اللي مُمكن تحصل من الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية (VBAC- Vaginal Birth After Cesarean). بصراحة قلقت شوية لكن..بردو صممت على إني احاول اولد طبيعي، ليه؟

و ليه لأ؟

الولادة القيصرية عملية كبيرة و ليها مخاطرها و فترة النقاهة..عملية مش لعب عيال. الدكتور بيفتح البطن بمشرط و يطلع البيبي و بعدين يخيط مكان الفتحة اللي فتحها،دا بإختصار. و العملية دي بئت موضة..موضة غريبة جداً! من كُل خمسين ست اعرفها، واحدة بس منهم وِلدت طبيعي و من غير سبب واضح. انا مِش دكتورة بس معلش يعني، مِش معقولة كُل الستات بئو حالة طارئة و مِحتاجين يولِدوا Cesarean. الدكاترة بئت تستسهل و ستات كتير يا حرام بتصدق و بتسمع الكلام و بيضحِك عليها. طبيعي تثق في الدكتور بتاعها و تسمع كلامه بس الضمير يا عالم..فين الضمير؟

و في ستات بتستسهل (و دي حريتها طبعاً) و بتختار تعمِل Cesarean.

اللي بيفقعني بئا الناس اللي بتختار، بإرادتها الكاملة، إنها تولِد Cesarean عشان تختار اليوم اللي حتولِد فيه، يوم ١٢/١٢/٢٠١٢، الساعة ١٢..تاريخ عظيم!! و يقعدوا يتباهوا بيه و يئرفونا لمدة تلاتين سنة قدام.

او تسمع عن دكتور قرر يولِد بدري..اصله مِسافر!!..بجد؟! لا تعليق

الولادة الطبيعية بردو مُرهقة جداً لكن ربنا خلق الستات بتولِد طبيعي وأجسامنا مُعدة للولادة الطبيعية فا من الطبيعي إننا نجربها الأول إلا لو في سبب مرضي طبعاً او الولادة الطبيعية تعثرت.

انا مابخفش من العمليات(لأ بخاف شوية صُغيرة!)..عملت عمليات قبل كده، منهم الCesarean الأولانية و اكبرهم كانت الرباط الصليبي و الغضروف (إصابة رياضية) فانا عارفة يعني إيه عملية!

إتفقت مع دكتورتي إني حاستنى لحد ما يجيلي الcontractions و بعدين نشوف حيحصل إيه و حنعمل إيه.

لا لا ليسه مخلصتش..المستشفى اللي بولِد فيها، عندهم نظام إن في اربع او خَمس دكاترة نساء و ولادة بيتناوبوا كل إسبوع عشان يولّدوا فا مش شرط الدكتوراللي اكون متابعة معاه هوا اللي يولدني. لو مِش On call مِش حاينزل من بيتهم عشان يجي يولدني. الدكتور/ة اللي on call اليوم ده هوا اللي حايولدني. و عشان كِده في آخر شهريين في الحمل، بقابل كُل الدكاترة التانيين عشان نتعرف على بعض و ماتفاجئش يوم الولادة بدكتور/ة معرفهوش. مِش ناقصة اصلها.

و طلبت من دكتورتي انها تتكلم مع الممرضات و الstaff اللي في المستشفي إن ماحدِش يضغط عليا عشان اولِد Cesarean. بما إني حاكون تعبانة و على وشك الولادة و غالباً emotional جداً فا ممكن استسلِم بسهولة و اسمع الكلام 

و بما إن الدكتورة اللي on call اليوم ده عارفة إني عايزة احاول اولد طبيعي فقاليتلي إستني شوية.

حاضرررر.. حاستنى، معيني حاسة إني قربت خلاص.

كام contraction ورا بعض و كام صريخة سمّعوا العمارة و الشارع..جوزي صحي

“عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟

ولا حاجة..بتدرب على الصريخ

حاكون عاملة إيه؟ خلصانة طبعاً و كان نِفسي اسأله ساعتها “نمت كويس يا حبيبي؟!” بس الcontraction اللي جت مادتنيش فُرصة.

عدى عشر دقايق و بدل ما اصرّخ بئيت اجعر

“مِش قادرة خلاص..خُدني المستشفى”

“بس كِده ممكن تولدي cesarean”

” إن شاالله يطلعوه من ودني..مش قااااادرة”

و جري جوزي، نط في لبسه و شد شنطة المستشفى

” إنتي مِش حاتلبسي البالطو؟”

شهر فبراير و درجة الحرارة حوالي ١٠-

“مِش قـ..قادرة..اه ه ه”

هنا بئا حاتوقف للحظة و اقول ، الله يكون في الرجالة في اللحظات دي..بيتشاطوا كلام مننا، زي الطين. بس ارجع و اقول So what! ماحنا طلعان روحنا طول شهور الحمل (اللي هما تقريباً عشر شهور و اللي حظها جميل زي، بتولد و هيا داخلة على سنة حمل تقريباً. قصدي يعني بولِد دايماً علي الاخر خالص) ، يستحملونا بئا الشوية دول.

الليلة التالتة من غير نوم:

الساعة بئت حوالي ١ بالليل

و خلاص حانخرج من باب الشقة و طشششششش..My water broke

حاتغيري..”

لأ، حانزل مبلولة.. أنا بتكلم جَد على فكرة، انا مِش قادرة اتحرك ولا أغير

جوزي جابلي بنطلون تاني بسرعة. طبعاً مِش قادرة ارفع رجلي او انزّلها عشان اقلع او البس. ما قولتله أنزِل مبلولة، غيرت البنطلون، بالعافية طبعاً.

نزلنا و ركبت العربية بصعوبة و بدأ مشوار المستشفى. قدامي تقريباً ٢٠ دقيقة. ليسه عشرين دقيقة..تعبانة

و يشاء القدر إننا نقف في كل الإشارات الحمرا في اليلة دي، مِش قولتلكم انا unique..إشارة طوييييلة..هيا تقلب احمر و انا اصرخ. نيويورك كُلها عِرفت إني بولِد (عِرفت بعد كده إن كان من حققنا نكسر كل الإشارات عشان انا كنت في حالة ولادة..معلومة جت متأخرة اوي)

آه ه ه ..أنا حاسة بحاجة بتزُق و بتِنزل..البيبي بيننزززززل..لأ لأ، انا ليس في العربية، مِش وقته خالص. رُحت مِطلعه صوت غريب و مُرعب، مزيج من الصريخ على الجعير و شفطه لفوق.. اه والله شفطه

جوزي اتخض!! غالباً اول مرة يفاجأ إن مراته مش رقيقة 

الساعة ١:٣٠ بالليل

وصلنا..

هدي جوزي العربية و قالي..

“دوري معايا على ركنة”

بزمتكم ارد اقول إيه؟!

الركنة صعبة جداً في منهاتن Manhattan و لا يجرأ شخص إنه يركن غلط بس يا ترى مافيش اي تسامح لواحدة بتولد في نص الليل؟

“هـ..هنا”

لاقينا ركنة قدام باب الER  بس علي الناحية التانية من الشارع..كويس

نزل جوزي جري و الشنطة على كتفه و فتحلي الباب..

تنحنا للحظة انا و هوا..نِعمل إيه دلوقتي؟ مش عارفة اتحرك. كُل اللي اعرف اعمله دلوقتي إني اصرخ و اشفط العيل اللي مستعجل على النزول ده..بس!

مدلي إيديه الإتنين و قالي “حاولي”

بصيت لباب الER..قدامي شارع صغير اعديه، إجمدي يا شهيرة، إيه يعني شارع صُغير؟

و جِه في بالي اللحظة دي إن في الأفلام، بيجروا علي اللي بتولِد بكرسي مُتحرك، انا مِش شايفة حد واقف ولا اي حد داخل او طالع من المستشفى..الشارع مهجور. طبعاً، مين المجنون اللي حيوقف في نُص الليل في التلج بره؟

طلّعت رِجل واحدة بالعافية بره العربية..مِش عارفة اطلّع التانية، بالعافية طلعتها و بدأت امشي زي البطريق اللي بيدألِج!

الجو تلج و انا مِش لبسه غير T-Shirt خفيف بكُم و بنطلون رياضة Sweatpants. رمى جوزي عليا كوفية و عدينا الشارع وهوا مسندني.

وصِلت..وصلت لباب الER! و ده في حد ذاته إنجاز، إني قدرت امسك البيبي جوه و انا بعدي الشارع عشان ميتزحلقش مني على الأسفلت.

دخلنا و بصيت لقيت Corridor طويييل، حوالي ١٥ متر..ليه ليه؟ ليه مُصمم المستشفى يعمِل فيا كده؟ دا مدخل حالات الطوارئ، يعني عقبال ما يوصلوا لأخر الCorridor يكونوا ماتوا، دول محتاجين لكل ثانية.

مِشيت أم الCorridor (لا مؤخدة يعني، أنا بولد و مِش قادرة ابقى مؤدبة في المرحلة دي)، مشية البطريق اللي بيولِد و وصلت للSecurity اللي قاعد على الReception  و مقدرتِش امسك نفسي..رئعتلهُم بالصوت. المستشفى كلها اتهزت.

لقيت مُمرضة جاية بتجري بكرسي مُتحرك ناحيتي..احمدك يا رب، أخيراً حاجة واحدة طلعت زي الأفلام الأمريكاني للي بيضحكوا بيها علينا. قعدوني علي الكُرسي و جري على الأسنْسير Ascenseur..

و شاور الSecurity “الدور الرابع”

إحنا ليسه حانطلع للرابع؟ يخرب بيوتكم، البيبي بينزل..مِش عارفة اشفط اكتر مِن كده

و في الأسنْسيرAscenseur صوتلهُم تاني..مع الEcho بئا، مقولكُمش..King Kong في شبابه.

فتح باب الأسنْسيرAscenseur و الاقي قدامي ناس بتجري ناحيتي لابسين Scrubs، إ تنين قدام وناس كتير تانية وراهم..شايفاهم و اكنهم بيجروا بالتصوير البطئ و انا بهز دماغي يمين و شمال و بصوّت آ ه ه ه ه ه ه ه

 و سمِعت حد منهم بيقولي بصوت عالي من بعيد

“DON’TTT PUSHHH YETTT” 

و دخلوني اول أوضة جنب الأسنْسيرAscenseur و انا خلاص على اخري، واضح إنها أوضة كشف مِش أوضة ولادة.

جوزي و هوا داخل ورايا بيجري، الممرضة مدتله ورق كتير و قالتله يملاه. كان تقريباً حيشتمها

!Are you kidding me? My wife is in labor..look her up by her name

ناس كتير حواليا، ممرضات و Residents. في ثواني كانوا ملَبيسنّي قميص المستشفى الgown ومقعدني علي السرير.

“Push..”

و أنا بـpush و اصرخ

“Breath and Push”

“Epi..Epidural, Give me.. an Epidural”

رد الResident اللي بيولدني:

“Too Late..just push”

دا بيقولي too late؟!! لأااااااا..انا عايزة اولد طبيعي بس مِش طبيعي اوي كده. ماكنتِش عاملة حسابي على كده.

هل إستسلِمت؟ أبداااً

و أنا قاعدة على سرير الولادة و هوا مشغول في العيل اللي بيتولد، رفعتله دماغي و قولتله..

“Give me any..anything..any DRUG

“Too Late,the baby’s head is here..Just push”

إيه؟ انا كنت كُل دا ماشية و دماغ البيبي بره؟! يعنى لو كنا وقفنا في إشارة حمرا تانية كان زماني ولِدت في العربية 

واضح إن ماقداميش غير إني to push

الدكتورة اللي On Call ماكنتش وِصلت ليسه و مافيش اي حد من اللي واقفين وجه مألوف بالنسبالي خالص.كُلهم Residents و ممرضات.

حاجة بتاعة تلاتة واقفين عند رجلي بيولدوني و الباقي بيركبوا في اسلاك فيا و بيجروا في الأوضة.

جوزي قاعد جنبي، بيشجعني، الدكتور يقولي push و هوا يقولي push. ما هما لو يعرفوا إن اللي بيطلبوه مني ده مِش سهل.

الساعة ٢ بالليل

و بعد كام زقة ، سمعنا صوت عياط البيبي..إبننا وِصل 

أما انا، كنت خلاص خِلصت..جِبت جاز. اكني جريت ماراثون. الفرق، إن في الماراثون ممكن الواحد يهدي شوية لكن في الولادة..ولا ثانية راحة!

وِلدت طبيعي 100% زي الفلاحات بتوع زمان ولا تكنولوجيا ولا بنج ولاااااا الهوى.

هيا الناس دي كانت بتخلِف سِت و سبع و عشر عيال إزاي..إيه؟ معندهومش دم؟

و تلاقي السِت من دول تقوم بعد يوم ولا إتنين تغسل و تطبخ و تشتغل في الأرض ولا اكنها كانت بتولِد من يومين. طب جوزها..ماصعبتش عليه لما شافها مرة و إتنين و تلاتة و أربعة و خمسة بتضرخ و بتتألم و هيا بتولِد. و الجباريين، كانوا بيهمدوش.. بيخلفوا تاني!!

دخلت مُمرضة الreception و مدتلي إيديها بالورق عشان امضيه

بصتلها بصة قاتلة و قولتلها

“دانا ليسه والدة..” يا وليه خلي عند اللي جابوكي دم

مضتلها علي الورق اللي تعِبها و مجننها من ساعة ما خرجت من باب الأسنْسيرAscenseur

كُله حيطلع عليها في الFeedback و انا ماشية من المُستشفى. بتأدي شغلها بس في حاجة إسمها “التوقيت”، “الكَياسة”..مِش كده!

و اخيراً اتنقلت لأوضة و اطمنوا عليا و علي البيبي و الصبح طلع.

لقيت جوزي قاعد مِهمد و مقريف

“مالك؟”

” تعبان اوي، اصلي مش نايم طول الليل”

لا يااااا راجل! أنا حضرتك مِش نايمة من تلت تيام، و قبليهم التلت الشهور الآخرانين اللي كنت بحاول انام فيهم و انا قاعدة (عشان مِش عارفة انام على ضهري من ابنك اللي مِتمطع على الRibs بتوعي) و ليسه قدامي بتاع سنتين من غير نوم. و جاي من ليلة واحدة سندتني فيها ووصلتيني المُستشفي تقولي تعبان؟ دانتا حتى واخد nap قبل ما نِنزل.

على فِكرة انا اللي كنت بولِد و مِش نايمة!

انا مِش حارد..والله مانا رادة، عشان كِده كتير

الرجالة بتتعب اوي صحيح، بتوصلنا المستشفى و إحنا بنعض فيهم و اعصابهم بتبقى بايظة من الخوف علينا (دا اللي عنده دم منهم) و بيمسكوا إيدينا و بيستحملوا هرمونتنا البايظة طول فترة الحمل. بس ارجوك خلي بالك من كلامك خصوصاً في قترة الولادة و ما بعد الولادة..و العشرين سنة اللي جايه، لحد ما ولادك يخشوا الجامعة و بعديها حتلاقي مراتك رجعِتلك بعقلها زي ايام الخطوبة و اول الجواز بظبط.

في نوع من الرجالة، يا دوب بيوصل المستشفى و يسيبها مع مامتها و يخرج يشرب سيجارة بره..اصله قلقان عليها و محتاج يدخن عشان يفُك.

في نوع احسن شوية، بيفضل معاها لحد ما تولد و بعديها يوصلها عند مامتها و يعدي عليها كل يوم بالليل شوية عشان يلعب مع ابنه او بنته و يطمن عليها و يروح واخد بعضه و يخرج مع اصحابه يشيش و يتلقى التهاني

“مبروووك يا معلم”، “يتربى في عزك”..

و هوا يرد التهاني و هوا فخور بنفسه..لا يا راجل، بجد؟!!!

هوا كده كده مِطمن، ماهي عند اهلها. في اكتر من كده امان؟

و طبعاً، إياك تقولها خسي بعد الولادة علي طول. إفتكِر إنها كانت حامل لمدة تقرب للسنة. بكرة (اللي هوا كمان كام سنة) حاتخِس و ترجعلَك قطوطة زي الأول 

و هنا يحضُرني موقف حقيقي عن شخصية المفروض إنها مُتعلمة و خريج كُلية علمية(كمان، يعني المفروض بيفهم!)، كان متضايق من شكل مراته و هيا حامل عشان شايف إن شكلها مكعبر و لما خلفِت و بدأت ترضع كان قرفان منها و مِش مستحملها عشان حاسس إن ريحتها لبن..امال هيا المفروض ترضع إبنهم إيه؟ برفان؟! 

جوزي مُتعاون جداً، في ولادة بنتنا الاولانية، اظهر حماس قوي إنه يتعلم يغيّر للبيبي و يساعد في إنو يحميها و يلبسها و كمان ياخُد باله منها لما يكون عندي مِشوار. دا الطبيعي اللي المفروض اي زوج يعمله ،مِش عشان إحنا عايشين بره بعيد عن الأهل فهو مُضطر يساعد، خالص. الموضوع مفهوش اي إضطرار، لكن عشان احنا الإتنين مُلزمين إننا ناخد بالنا من إبننا او بنتنا اللي جبناهم الدُنيا. نساعد بعض و نشيل مع بعض. الأب مِش الATM Machine، الأب طرف مهم جداً في الموضوع ده و البيبي بيحِس و بيزيد تعلقه بيه كُل ما الأب يشترك مع الأم في تأدية إحتياجات البيبي. مافيهاش حاجة عيب خالص. العيب إنك تسيب مراتك (اللي مابتنمش طول اليل) تِعمِل كُل حاجة لوحدها. اكيد بترجع تعبان من الشغل بس بحاجات بسيطة لو عملتها، صدقني حتريحها و حتبسطها..وإنت كمان حتستريح بدل ماتئرفك هيا في عيشتك مِن كتر التعب و الزهق.

جوزي كان اكتر حاجة بيحب يساعِد فيها إنه ياخد باله من بنتنا لحد ما ارجع من مشواري. اه هوا انا كنت بارجع من المِشوار، الاقي البيت متلخبط بطريقة غريبة عن العادي“كنتم بتعملوا إييييه؟”

“كنا بنعلب Catch”

لكم ان تتخيلوا Catch دي عملِت إيه في البيت، الجزم اللي في مدخل الشقة، فِردهم مِش موجودة و السراير فوق بعضها و معرفش إيه اللي جاب البشكير في الliving room و.. و..!

حرام و الله حرام..دانا كنت ليسه مروقة البيت. مِش مهم، المهم إنهم لعبوا و إتبسطوا..يروقوه هما بئا 

الفترة الأولانية بعد الولادة مُرهقة جداً للأم. بيبي صُغير جداً مستغرب العالم الجديد اللي خرجله. الأم بتحاول ترضّع و لكم ان تتخيلوا الموضوع ده صعب إزاي. مافيش نوم طبعاً و لو هيا طالعة من Cesarean فيا حرام مِيتبقاش عارفة تتحرك اوي من الجرح. و لو والدة طبيعي فا ليسه مُرهقة من الولادة ( والبواسير الي جاتلها بسبب الولادة).

حافكرك تاني..لو جالِك شوية برد، بتعمِل ميت.

رِجعت البيت و بعد يومين. رِجعت لمعركة الحياة الجديدة ، إضرب دا في عشر مرات عشان انا عايشة بره، بيبي جديد، بنتي الصغيرة اللي ليسه مِحتاجة رعاية و إهتمام، الطبيخ، الغسيل، سهر الليل على الرضاعة. كنت بنام (و ليسه بنام لحد دلوقتي) حوالي تلت او اربع ساعات في اليوم. و في الظروف دي بيظهر الأصحاب  الجدعان (اللي الواحد بيطلع بيهم بعد سنين من العيشة بره) كانوا بيطبخولي امن حين لآخر. دول..ليهم الجنة. 

الأم الجديدة بتتعب اوي. عملوا Research عن ست البيت و المهام اللي بتقوم بيها لقوا إن لو بتقبض مُرتب علي كده، حتعمِل حوالي ٥٥ ألف دولار في السنة. يعني بعد خصم الضرايب، حوالي اربع تلاف دولار في الشهر. شوف بئا مراتك موفرالك قد إيه؟ 

تخيلوا بئا الأم اللي بتشتغل، دي بطلة. مقدمهاش غير ٦ أسابيع (دا القانون الأمريكي) عشان ترجع شغلها. مِش عارفة حتلحق تعمِل فيهم إيه دول؟ و لو حظها ظريف، ممكن يبقى قدامها تلت شهور “أجازة وضع Maternity Leave”. 

و رغم إننا اتقنا مهارة عمل كُل حاجة تقريباً بإيد واحدة، و الإيد التانية فيها البيبي، بس بردوا بيبقى من نفسنا نخُش الحمام لوحدنا، شوية خصوصية يعني، ناكُل اكل مِش متلج، نشرب الشاي او النسكافيه من غير مانكون سخناه عشر مرات. حاجات بسيطة ممكن كتير بياخدوها شيئ مُسلم بيه.

يا ريت الرجالة مايزعلوش مني. انا بس بحاول اقول إنك لو بتحب مراتك و بتخاف عليها، اكيد مِش حتسيبها تعبانة و طلعان روحها. فكر كده، لو متجوز خواجاية، حتساعدها، صح؟ إزدواج المعايير! مالها المصرية؟ زي الفُل، زيها زي اي ست في العالم..كلنا نكدين بدرجات متقارية، صدقني  إنت بس اللي بتيجي علي المصرية أكمنها مالهاش في الكلام عن المساواة و حقوق المرأة. دلعها و ريحها و هيا حتراضيك.

أنا والله مِش عارفه مين اللي سماها “أجازة وضع”؟ دي مِش أجازة خااالِص! دا الشغل الحقيقي بيبتدي. واحنا مِش ب “نضع” البيبي حضرتك، يا ريت الموضوع كان بالسهولة دي. 

اكيد اللي سماها “أجازة” راجل..

Exit mobile version