The Girl From Egypt

أصحاب كُلشِنكان! القِصة التانية: روزوفرينيا

 

في فرق كبير بين المعارف و الأصحاب.

ببساطة معزة الإتنين مِش زي بعض!

المعرفة شخص بتعرفه بطريقة سطحية، يمكن تقفوا تدردشوا مع بعض كل فين و فين واحياناً تضحكوا و تهزروا علي خفيف  لكن ليسه بيفضل معرفه. اما الأصحاب فدول انواع كتير، منهم القريب و منهم البعيد.

طول عمري ماكنش عندي مُشكلة إن يكون عندي أصحاب. عُمرك رُحت لحد و قولتله” تصاحبني؟”

و إحنا صُغيرين كنا بننلعب مع بعض فنبقى أصحاب و لما كبرنا، كنا بنقابل بعض في خروجه، شغل، course، اي مكان..فنبقى أصحاب.

فعمري ما فكرت إني عايزة أعمل أصحاب، هما بيتعملوا لوحدهم.

لكن..

الغُربة مُرة (اه والله مُره) و تخلي الواحِد يصاحب النملة المعدية قدامة. مانا اهو..كان أصحابي الأربع ستات بتوع مسلسل Sex and The City..عادي..جاتي نيلة!!

قبل مانقِل نيويورك، قلت لجوزي بكُل ثقة ” دانا في كام شهر حاكون عملت شِلة. دانا عندي أصحاب في بلاد كتير في العالم، حاغْلَب في أمريكا يعني؟” و الكلمتين دول طمنوه اوي. و عشان كده مع كل صدمة (Also known As خازوق) كنت باخدها، كان بيبئا متلخبط. مش عارف إزاي دا حصل. مانا أصلي كنت عامله نفسي اللي ماحصلتِش!

في أول فترة بعد وصولي نيويورك، كنت علي طبيعتي خالص. كان وشي بيبقا بشوش لما حد يبصلي  في الشارع، دا لو بصولي يعني. بقول صباح الخير لما أخُش مكان، بتكلِم بزوق و لطافة مع الناس، بقوم من كُرسيا في المترو لحد كبير في السن او حامل (و دا الطبيعي، انا مِش عاملة نفسي ملاك ولا حاجة).

بس الناس في نيويورك غريبة! بيبصولي شذراً على إبتسامي ليهم و يلفوا وشهُم. كتير مابيردوش علي صباح الخير بتاعتي. عناف في كلامهم و ردودهم في أوقات كتيرة. و في المترو، كل واحد دافس دماغُه في الموبايل، الـkindle او الكتاب بتاعه و كام بنت بتحُط make up مالحقِتش تحطه في البيت و الباقي متنح ليسه مافقش. حد يقوم يتهز للست الحامل، ماهي بتركب كُل يوم، ايه يعني! طب للراجل الكبير، ماهو بردو بيركب كل يوم، إيه يعني! كله عامل عبده الا من كام حد مُحترم بيظهر كل عشرومية مرة.

بعد شهر تقريباً من وصولي نيويورك، بالصدفة اتعملِت خروجة كبيرة في restaurant عربي في نيو جيرسي New Jersey  كان فيها ناس. قالولي يومها إن حظي حلو عشان صعب يتجمع كل الناس دي مرة واحدة كده في خروجة غير كل فين و فين. و فعلاً كانت خروجة ظريفة جداً.

يومها كان في واحد صاحب جوزي معاه بنت صاحبته قاعدة جانبه. ملاحمها واضحة اوي، تخلي الواحد ياخد باله منها! خصوصاً عينيها الجاحظة، من الواضح إنها جديدة علي الناس كُلها..زيي. محدِش ليسه يعرفها. كانت قاعدة ساكته خالِص مابتتكلمش..بتبص بس!

معرفتنا اليوم ده ماتعدتش السلام لإنها كانت قاعدة بعيد عني. بس ماقدرتِش مالاحظش إنها ماتكلمِتش مع حد تقريباً غير صاحبها (صاحب جوزي).

و إحنا مروحين، سمعت من كام حد بعض التعليقات عليها  “هيا ساكته كدا ليه؟” ، “اول مرة نشوفها”، “شكلها إتمة” و حسيت بدافع شديد إني ارد و ادافع عنها. يمكن عشان هيا مش موجودة تدافع عن نفسها؟ عموماً دي طبيعة فيا، إني افترض الأعذار و افكر بالنية الحسنة قبل السيئة عشان ماظلمش اللي قدامي . الفكرة في حد ذاتها صح و ملائكية بس إيه..باخُد اكبر “خوازيق” من وراها!!

و رديت “معلش، اول مرة تقابلنا..اكيد مش واخده علينا”

“بس دي مابتنطقش..هوا مصاحبها علي إيه؟”

“شكلها مابتتكلمش عربي..اكيد فيها حاجة ظريفة عجباه فيها”

في ناس كتير بتئا واقفة و غِلسة اول مرة تقابلهُم. دا مش من تناكتهُم..خالص، دول يا حرام بيبئوا متلخبطين و معندهومش ثقة بنفسهم عشان يتعاملوا علي طبيعهم من اول مرة. و لو سألت اي حد فيهم ليه بتبئا رخم في الأول؟” يرد و يقول عشان محدش ياخد عليا!!!”

ليه، هوا انا جاية انضفلَك البيت فخايف اخُد عليك؟!!

لو انت من الناس دي، غير نفسك! الحياة مش ناقصة ناس إتمة والنبي.

و بدأت اشوفها في كام خروجة صغيرين و بدأنا نتكلم كام كلمة زيادة و فعلاً طلعت مابتكلِمش عربي. إسمها روز، فيها جُزء عربي. مولودة و متربية في أمريكا. طبعها الهدوء الشديد لدرجة إني احياناً مابقاش عارفة هيا مبسوطة ولا لأ، مستمتعة من القعدة معانا ولا لأ. كنت دايماً بحاول اتكلم معاها شوية في كل خروجة عشان كنت بحِس إنها وحيدة و مِش واخدة على الناس. كانت تقريباً بتقعد ساكتة طول القعدة إلا من بعد الهمسات لصاحبها. كنت مش عايزاها تحس إنها منفصلة عن القعدة خصوصاً إن في ناس كتير مابتعرَفش تبادر بالكلام مع شخص هادي زيها. من الآخر، كانت بتصعب عليا.

واحدة واحدة و مع الوقت بئت تفتح هيا معايا بعض الأحاديث. كنت بحِس نفسي جنبها هولاكو. هيا بتتكلِم كدا و أنا بتكلِم كدا !!

شكيت في أنوثتي للحظة! 

و في يوم جت عزمتني على حفلة صغيرة عاملاها في بيتها. جوزي ماكنش راضي اورح عشان هيا ساكنة بعيد اوي عننا. بالمترو حوالي ساعة و نصف و إحنا مابنتحركش غير بالمترو في نيويورك و  كمان كنا اياميها ليسه معدناش عربية. اصل جوزي باع  العربية الـBMW اللي بـ Heated Seats ( آل يعني) عشان يتجوزني..بيتقطع  يا حرام كُل ما يفتكرها!! مُضحي بصراحة..بيقارني بعربية!! يلا بلاش نغير الموضوع. ابئو فكروني احكيلكم على القصة دي بعدين.

“لا لا، المكان بعيد و المترو بيعدي في مناطق خطر. اخاف عليكي”

“ماتخفش عليا، مانا ياما ركبت مواصلات في مصر و في كل حته سافرتها قبل كده”

من هنا لهنا، أخيراً إستسلم و قالي “حاجي معاكي في المترو و استناكي”. صعِب عليا يقعد مستني فاقنعته إني حاروَّح لوحدي. جوزي عارف إني ياما سافرت و طلعت و نزلت لوحدي و بركب و اروح و آجي ولا بيهمني. بس المرة دي كان واضح من وشه إن فعلاً خايف عليا لدرجة إني خُفت لوهلة إني فعلاً اركب و اروح لوحدي!

كنت مصممة اروح الحفلة عشان يعني، نوع من الود و كمان مانا ماوريايش حاجة. و السبب الأهم و اللي ساعتها كنت مغيبة عنه، إني كنت عايزة يبئا عندي أصحاب..أي أصحاب. و تاني حاعترف إن دي كانت غلطة…إني اصاحب اي حد..غلطة 

ووصلت بيتها و فتحتلي بإبتسامة هادية و عيون واسعة طلوا اكتر من ما هما طلين من مكانهم تعبيراً عن سعادتها إني جيت. قابلت يومها مامتها و اختها..بس! فين بئيت المعزومين؟ محدِش جِه. من حوالي عشرين بنت إتعزموا، انا بس اللي رحُت!! قعدنا و دردشنا. مامتها ست عادية واضح إنها شقيت كتير في حياتها و ليسه بتشقى. ساعتين و إستأذنت و روحت.

Fast Forward شهور و صداقتي بروز متعدتش الخروجات اللي بنخرجها مع أصحبنا من حين لأخر و يمكن كل شهريين تليفون سريع او message بنسلم على بعض. و إتخطبت هيا و صاحب جوزي و إتعزمنا على خروجة خطوبتهم اللي يومها كان عندي شغل للساعة ١٠ بالليل( أيام ما كنت بشتغل في محل الأدوات المنزلية) فخدت معايا لبس الخروجة بتاع الحفلة في الشغل و لبسته في حمام الشغل الضيق المؤرف و حطيت makeup و لبست الجزمة الكعب و خرجت شخص آخر لجوزي اللي مستنيني عند باب الموظفين مع واحد صاحبنا بعربيته. الجيش قال إيه…؟

وHector الـSecurity بتاع باب الموظفين، راجل ظريف و مفحوت في الدنيا،  قالي و هوا بيضخك من ودنه دي لودنه دي:

‘Someone has a date with the hubby..Have fun my dear’

هما الناس بتوع المحل غالباً كانوا فاكريين إني بنت Prince في بلدي ، امال إزاي جاية بتكلم إنجليزي زيهم ، كمان بقولهم Merci و Croissant (و دا بالنسبالهم فرنساوي زي ما قُلت قبل كده) و بعدين بابا الـPrince فقد املاكه و إنتهى الحال بيا في نيويورك، بكافح في محل أدوات منزلية.

و شوية و جه عيد ميلادي و عزم جوزي اصحابنا في حفلة ظريفة. كلمتني روز بعديها و قالتلي:

“I have tickets from my job for a Broadway show, would be nice if you join me. It’s my gift to you for your birthday”

الله، Broadway Show، انا بحبهم اوي.

و وافقت إني اروح. و وصلنا المكان بس المسرح كان اصغر بكتييير مما توقعت. و قعدت مع التلاتين شخص اللي في المكان علي الكراسي اللي على المدرج، النور ضلِم و بدأت المسرحية.

واحدة عندها مرض نفسي و صاحبتها بتقنعها إنها لازم تتعالج فراحت للدكترو النفسي اللي كان هوا نفسه غالباً عنده مرض نفسي. و قعدوا يجعروا..قصدي يغنوا..وانا..بسقّط و عنيّا بتقفل و دماغي إبتدت تقع. وكل ما اخُد بالي إني بنام، اروح رافعة دماغي فوق بسرعة. مش عايزة روز تاخد بالها إني بسقط من الزهق الشديد. كان منظري حيبقى وحِش اوي خصوصاً إنها كانت شكلها مستمتعة بالمسرحية السيكوباتية! بس دماغي كانت مصممة تقع. فِضلت اقاوم النوم و الإكتئاب اللي بتفرج عليه لحد ما الساعتين عدوا…

إفراااااااج

طلعت بره بسرعة في الهوا الساقع عشان يلطوشني فافوق. كنت لازم افوق قبل ما يجرالي حاجة من كورس الأمراض النفسية اللي خادتوا جوه ده

أتاااري شغلها موزع التذاكر عليهم ببلاش..عارف إنهم نصهم مُمكن يروح المسرحية و ينتحر بعديها مع بطلة المسرحية و صاحبتها و الدكتور النفسي بتاعها.

شكرتها جداً على الهدية الرائعة و روحت.

لا والله، كتر خيرها إنها فكرت فيا و جابتلي هدية بغض النظر عن محتواها. ماما علمتني من و انا صغيرة إن الفكرة في المجهود اللي شخص عمله مش في الهدية و قيمتها. و لذلك..البنت تُشكر يعني. اروح بئا افك عن نفسي الإكتئاب اللي إتفرجت عليه.

 

و لما دخلت البيت، لقيت جوزي بيسألني بكل فرحة “هاه..إنبسطي؟ أنا عارف إنك بتحبي الـBroadway Shows اوي”

“إنبسطت اوي اوي يا حبيبي..بس مش عايزه اروح Broadway Shows تاني!”

“لييييه؟؟؟”

حكتله..

“آه ه ه ه..دول بيسموهم Off Broadway، بيبقوا فرق ليسه صغيرة و يتحاول توصل للـ Broadway Shows”

كدا عُمرهم ماهيوصلوا..ابداً

كام شهر عدوا  كمان و كلمتني روز عزمتني على الـ Bridal Shower بتاعها. كانت خلاص، حاتتجوز هيا و صاحبنا. رُحت الحفلة و انا حطه إحتمال إن ملائيش حد في الحفلة غيري! بس الحمد لله لقيت فيها بنات كتير تانية. بصراحة حتي لو كنت حابقي انا بس، اهي تفرح بردو.

و هناك بدأت الأحاديث الجانبية ما بين مجموعات البنات الموجودة. بدأ حديث عن الكوافيرات و الشعر و أنواعه..الـcurly  و الـ wavy. و حصل إني كنت مشتركة في الحديث دا. و كانت بنت من البنات اللي مشتركة في الحديث شعرها احمر Redhead و قولتلها ساعتها:

“شعرك لونه حلو اوي. أنا بتفرج علي برنامج في التليفزيون عن الـMakeovers و دايماً الـ Redheads بيعملولهم شعرهم احمر اكتر. تقريباً زيك كدا. شعرك جميل”

و ابتسمت البنت و كملت كلامها معايا عن الشعر و غيره.

و بعد شوية وصلت واحدة صاحبتنا لذيذة و معاها الـ Laptop بتاعها و حِزِمِة رقص من بتوع خان الخليلي. و إنطلقت الموسيقي و بدأت البنات المعزومة ترقص.. و إشتركت بعد شوية معاهم في الرقص بطريقة بدائية (يعني مش تقسيم و هز ولا حاجة..كل ما فيها شوية حركات رياضة بتكة مصري..بس) لمدة أغنيتين ولا حاجة. و خِلصت الحفلة..مبروك مبروك..باي باي.. و روحت.

تاني يوم كان الحد، كان عندي شُغل الصبح بدري. تليفون البيت رن. ماقدرتش ارد. كنت علي باب الشقة و لازم انزل عشان ماتأخرش فسيبته يرن لحد ما راح للـ voicemail. الـ voicemail بتاع تليفون البيت بيطلع علي الـspeaker، يعني اي حد في البيت ممكن يسمعه. لاقيت صوت بيتكلم في الـ voicemail، صوت حاد و عصبي:

“أنا مامة روز، اللي حصل منِك إمبارح دا rude. إزاي تقولي لبنت شعرها احمر إن شعرها احمر؟ البنت دي معقدة من ايام المدرسة عشان الولاد كانوا بيتريأوا عليها بسبب شعرها. و كمان إزاي ترقصي إمبارح و تشجعي بنتي على الرقص؟ دي قلة أدب و الكلام ده مِش مسموح في بيتي. الكلام دا ما يتكررش تاني لما تيجي الفرح”.

إنتهت المكالمة و قفلت باب الشقة و نزلت اتمشى للمترو. مشيت و انا مِش فاهمة حاجة. مشيت و أنا مصدومة. بَعيد الـ voicemail في دماغي كذا مرة يمكن اقدر افهم حاجة. شعر أحمر، رقص، قلة أدب. يا ترى كل اللي حضر الـ Bridal Shower جاله تليفون تهزِئ؟ طب مامة روز عِرفت تليفون البيت منين؟ اكيد روز إدتهولها!!

عيطت و انا ماشية.

أعمِل إيه دلوقتي؟ أنا إتهزقت!

قلت لنفسي ماتعمليش اي رد فعل سريع غير لما تهدي. و ما ادراكم صعوبة إن الواحد يمسك نفسه في موقف زي ده و مايردِش. شغلت نفسي في الشغل لكن كل ما تركيزي يتشتت للحظات افتكر المكالمة الكارثة، عينيا تدمّع و تصعب عليا نفسي.

كلمت جوزي وحكيتله. هوا كمان ماكنش مصدق.هداني.

و قالي كلمي روز لما تروحي و شوفي الحكاية إيه. و هوا حيتكلِم مع صاحبه (خطيب روز) لما يرجع من سفره.  مانا مِش معقولة اكلم مامتها اهزئها!

اليوم خِلص و روحت البيت.

بس قبل ما اكلم روز، كلمت صحبتنا اللي جابت الـ Laptop معاها و حزِمِة الرقص.

“جالِك اي مكالمة النهاردة من روز..او مامتها؟”

“لأ”

“يعني ماحدِش هزئِك النهاردة؟!”

“لأ!..ليه؟حد هزئك إنتي النهاردة؟”

حكيتلها..لقيتها بتقولي:

“دي روز نزّلِت معايا الحاجات و وصلتني للعربية و قالتلي شكراً اوي..غريبة!!”

غريبة فعلاً! يعني البنت اللي جابت عدة الرقص، شكروها و انا هزؤني..هممم 

كلمت روز..و يا ريتني ما كلمتها.

“ماماتك كلمتني النهاردة و قالتلي كلام غريب..”

“عارفه”

“و إيه؟؟!”

بهدوء شديييد و برود و بطئ ردت “ماما عندها حق..و الكلام ده ما يتكررش في الفرح”

مشاعري ساعتها كُلها إتلخبطت، بقيت مش عارفة ارد اقول إيه غير إني عايزة اشتم.

“هوا انتي فاكرة اني حاحضرلك فرح؟!! تخيلي إنك ماتستهليش، دانا كنت بعبرك و اتكلم معاكي و باروحلك عزوماتك. دا ماحدِش بيعبرك”

قاطعتني و بصوت اعلي شوية من طبيعتها و قالت:

“أنا كنت فاكراكي a close friend، من كلامنا في الخروجات و مكالمتنا في التليفون”

هيا أتجننت ولا إيه؟ close friend أيه؟ من المكالمة الدقتين اللي بتحصل كل كام شهر ولا من الكام كلمة اللي بنتكلمهُم لما بشوفها في خروجه؟ البنت دي طبيعية؟ هوا انا بكلِم نفس الـ روز اللي انا عارفاها؟!!! منين جالها فكرة الـ close friend ديه؟ دي عندها شيزوفرينيا دي ولا إيه؟

و لقيتها بتكمِل “آخر مرة في الـ picnic ماقعدتيش معايا كتير ولا كلمتيني اوي..انا مضايقة جداً منك”

بنت المجنونة، هوا انا لازم to babysit her مثلاً، مهي شحطة بتشتغل و مسئولة عن نفسها، ماتروح تتكلم هيا مع الناس؟ داحنا مجرد معارف!

و مقدرتش امسك نفسي، “دا واضح إن الموضوع مش موضوع شعر احمر و رقص . لا لا، دانتي مريضة نفسية و انصحك تروحي تتعالجي..آه، و ماتنسيش تاخدي ماماتك معاكي”

و قفلت السكة في وشها. لأول مرة اقفل السكة في وش حد. حسيت بأعصابي كلها في جسمي بتنهار و شعور بالضيق رهيب. عيطت..كتير!

دانا كنت على طول ظريفة معاها و بتصعب عليا إنها وحيدة و واخده corner. دانا صممت اروحلها حفلتها اللي محدِش عبرها فيها غيري.

إيه ده؟ إيه الناس دي؟ ليه كده؟

رِجع خطيبها من سفره و حكاله جوزي اللي حصل عشان نشوف حصل دا كله ليه و عشان جوزي كان بيحب صاحبه ده و مش عايز يخسره. مش لازم انا و خطيبته نبقى حبايب بس يبقى في ود. إستغرب خطيبها من اللي حصل لإنه كان اول مرة يسمع القصة

و قال لجوزي “لا لا، أنا حاتكلِم معاها و افهم في إيه”

و إختفى و ماقلش حاجة من بعديها. واضح إنها و مامتها حكوله قصة سيكوباتية تانية او قالوله مالكش دعوة إنت!!!

و طبعاً اصبحت روز بالنسبالي بعد مكالمة التليفون الغريبة إيه؟…هوّا

آكنها مِش موجودة في المكان اللي انا فيه. كان بتبصلي بعينها و هيا برنأهُم لو حصل إن بالغلط عينيا تيجي في عينها. بس خلاص، الموضوع إنتهى بالنسبالي.

و اصبحت روز وحيدة، اخرها بتقول خمس كلمات في كل خروجة او عزومة

Hi” ، “Good“، “Yes“، “No“، “Bye

هل صعبت عليا؟ ابقى جزمة لو سبت نفسي تخليني إنها تصعب عليا. اللي صعِب عليا، فقدان جوزي لصداقة صاحب كان فعلاً شخص محترم و ظريف. بس نقول إيه؟ إحنا الستات ساعات بنبقى كوارث 

و روز دي ما هيا إلا شخصية عندها شيزوفرينيا..بتظهر بشخصية و تتصرف بشخصية تانية على حسب ما خيالها يقولها!

و بعد حوالي سنة و نصف من مكالمة التليفون المشئومة و تطنيشي ليها في اي مقابالات (لإنها بالنسبالي هوّا)، جمّعِت روز اللي هيا هببته (هيا و مامتها)، فبدأت تيجي ناحيتي عشان تسلم عليا. بس انا كان عندي سرعة بديهه، و كنت بابعد قبل ما تمد إيديها.

لكن روز مافقدتش الأمل و قدرت تباغتني كام مرة و تمد إيديها في إيدي فاضطر اسلم، عشان اكيد مِش حاشِد ايدي من إيدها..مش لدرجة شغل الأطفال ده.

و بعد حوالي سنة و نص تانين (يعني تلت سنين in total) هاجمتني روز ببوسة مع سلام الإيد!! فسيبتها تبوس و خلاص.. دا على كدا عقبال ما تقول sorry حيكون فات خمس سنين. دي لو شدّت حيلها شوية و سرعت الـprocess البطيييييئ بتاعها!!!

و طبعاً ماحاولتش اغير من نفسي. و فضلت زي مانا، باتكلم مع الناس الجديدة اللي بقابلهُم في الخروجات او المناسابات. بس اتعلمت إني اكون واعية اكتر للـ signs اللي بتبين إذا كان اللي قدامي طبيعي ولا مفوِت خصوصاً إذا كان الشخص ده بيبص بس و مابيتكلمش!

لكن، لا يمنع حظر من.. أصحاب كُلشنكان.

Exit mobile version