The Girl From Egypt

أصحاب كُلشِنكان! القِصة التالتة: عُمر بيچاما-الجزء الأول

مش عارفه ابتدي منين! القصة دي من القصص اللي ليسه بيتضايقني لما بفتكرها..خدت وقت طويييل عشان اتغلب على المشاعر المؤلمة اللي بحِس بيها كُل ما افتكر وعشان اعدي المرحلة دي من حياتي..للدرجة دي!

لما الواحد بيسيب بلده و يبتدي في مكان جديد و بلد جديدة، كُل حاجة بتبئا صعبة في البداية و لفترة طويلة.

إنك تلاقي صداقات جديدة و كويسة دي حظوظ و زي ما قاريتوا في القصتين اللي فاتوا ‘مادموزيل حواجب’ و‘روزوفرينيا’ ، انا حظي كان وحش. لا مش وحش بس..دا كان منيل! 

الوحدة بئا مع الغُربة مع الروتين المُمل، collection يخليك تصاحب مش اي حد بس..لأ اي حاجة كمان!

أصل دي اول مرة في حياتي ابئا فاضية لهذه الدرجة!

طول عمري، منذ الطفولة، مِن ساعة ما بصحَى لحد ما بنام مشغولة..دي حقيقة فعلاً! ما بين المدرسة و التمارين و دروس البيانو و الرسم و اللعب مع الأصحاب و مع إخواتي. و لما كبرت، بئا ما بين الشغل و التمارين و الحياة الإجتماعية. و بعدين فجأة ألاقي نفسي في مكان، في مدينة، في بلد، معرفش فيها حد و كمان مابشتغلش..فراغ لم امر بيه في حياتي ابداً.

مهما شغلت وقتي بالجيم والطبيخ و التليفزيون و التليفونات و الخروج و وقت للزهق و الشعور بالوِحدة في البلد البرد اوي دي..بردو حاسه بالوِحدة.

 

دا غير إني كنت شايفة الحياة ببساطة و كُل اللي نفسي فيه إن يبئا عندي أصحاب زي أصحابي في مصر بالظبط. و دا..كان حلم ممكن تحقيقه بس بعد فترة طويييييلة مش بعد ما أوصل على طول ..إلا لو حظك مش منيل زيي طبعاً!

و في لخبطة الفترة الأولى من الإستقرار في نيويورك، كنت سمعت عن بنت مصرية ليسه متجوزة جديد، زيي، و مابقالهاش كتير في البلد..زيي بردو. جوزها و جوزي ما بينهم أصدقاء مشتركين و بما إنهم مصريين فطبيعي نتقرب و نتعرف.

لقيتها لطيفة و فرفوشة و بتحب الحياة و طيبة و أنيقة في نفسها. أحلى حاجة إن الواحد مايبذلش مجهود عشان يبقى أصحاب مع حد..هيا الصُحوبية بتيجي كدا..بتلقائية.

و بسرعة بقيت انا و يارا أصحاب.

و كانت حاجة جميلة إني الاقي اللي بيسأل عني في وحشة الغربة و برودتها (مِش بَمثِّل..انا بتكلِم بجد) و ألاقي اللي اتكلم معاه face to face. و هيا كمان، لقت إنها تقدر تتكلم و تحكي معايا. مهما كانت التكنولوجيا مسهلة الإتصال بالأهل والأصحاب في بلاد تانية، وجود حد قدامك، معاك في نفس المكان بيفرق كتير. مش بيقولوا “الجنة من غير ناس ماتنداس” احب اصلح المقولة و اقول “الجنة من غير ناس كويسة ماتنداس” ماهو مش اي حد و السلام بردو.

يارا كانت متجوزة عُمر، شخصية رغاية..بزيادة حبتين ..تلاتة ..أربعة

بالنسبة للرجالة، فهوا بيرغي اكتر من الستات..Non Stop. ساعات كنت بفكر في يارا و إزاي عندها القدرة إنها تستحمل و تسمع الكلام الكتير اوي اللي طالع من بقه دا طول النهار. داحنا بنشوفه ساعتين و بننهار..هيا بئا بتعمل إيه؟!

عُمر كمان كان عنده صِفة تانية قاتلة؛ بيحشُر مناخيره في كُل حاجة ..ضِفها بئا للرغي..combo ماتلاقيهوش كتير!!

 بس مش مهم، هيا اللي صاحبتي مش هوا.

هوا يا حرام جوزي كان بيتدبس في الخروجات كـ couples كتير و بيستحمِل الرغي المُستفز. ماهو في رغي ظريف و رغي مُستفز.. دا كان من النوع المُستفز..مستفز حتى ليارا! كانت ساعات هيا نفسها بتقفش عليه. لدرجة إن مرة و انا برتب لخروجة مع يارا و عُمر، جوزي سألني

“هوا إحنا حانخرج معاهم هما بس؟”

“آه”

“لأ، مش قادر النهاردة على رغي عُمر لوحدي”

هوا طبعاً لما بيكون في اصحاب تانين موجودين في القعدة، الرغي بيتقسم علي الكُل غير لما يكون مستلمَك لوحدك، الجرعة بتبئا متينة شوية!

 اتعودت انا و يارا نكلم بعض كُل يوم شوية ونشوف بعض كذا مرة في الإسبوع و طبعاً بنخرج مع بعض و مع اجوازتنا و اصحاب تانيين في الـ weekends. قعدتها حلوة رغم إختلاف شخصياتنا تماماً.

 أصل انا عندي نظرية، إن الواحد دايماً ممكن يلاقي  حاجة في الشخص اللي قدامه مشتركة، اي حاجة و لو بسيطة و بكدا ممكن يتعامل مع اي حد بسهولة. الإختلاف مطلوب أحياناً!

هيا النظرية دي تحطمت طبعاً بعد كدا..مش عشان النظرية غلط..خالص..عشان انا طبقتها غلط.

حاتفهموا اكتر و إنتو بتقروا!!

 ياما انا و يارا وقفنا جنب بعض لو حد فينا عيان او إذا كانت شادة مع جوزها او متخانقة معاه. فكنا بنهدي بعض او ندور على حل للمشكلة..زي معظم الأصحاب مابيعملوا.

كنت بَستمتع اوي إن اعمل Shopping معاها عشان انا ماليش في الـ Shopping عمال على بطال (عارفه، حاجة غريبة!!) يعني لو عايزة حاجة باروح ادور عليها و اخد وقتي بس مش لدرجة اليوم كُله. مع يارا، إكمنها شاطرة و عندها صبر فاكانت بتعرف تلقط الحاجات الحلوة بسرعة و عارفه تجيبها منين.  دا غير بئا كنا بنقعد نئيس و نجرب و نِعمل outfits. فاضين بئا ماورناش حاجة، لا شغل و لا عيال و لا اي حاجة.

 و في مرة، في الشتا، و إحنا بنستعد نسيب كافيه بعد الخروجة ما خِلصت، و ساعتها كنا خارجين مع إجوزتنا و كام حد من أصحابنا، شوفت يارا بتلبس بالطو جميل

“الله، حلو اوي البالطو يا يارا”

ميرسي و هي مبتسمة إبتسامة حلوة

“جبتيه منين؟”

من طبيعتي إني ماسألش السؤال دا ولاونه مش عيب (و دا طبعاً ليه مقياس واحد و هوا مدى معرفتك بالشخص اللي بتسأله و دا عادةً بيكون حد إنت عارفه كويس) و انا و يارا ما بيناش الكلام دا

ردت يارا ببساطة من المحل االلي على ال corner، دا كان عليه Sale كبييير اوي. المحل كُله عامل Sale”

“طب ما تيجي معايا بُكره ابص عليه و..”

نط عُمرفي وسط و الكلام و بكل غتاتة قاطعني بصوت حاد: لللللأ..ماتشتريش نفس البالطو بتاعها

…….!!!!

المفروض الرد الطبيعي يكون “وإنت مالك؟” بس طبعاً ماردتش عليه بكده و رديت بهدوء

“ومين قالك إن عايزة اشتري نفس البالطو؟”

 يعني هما بيعملوا قطعة واحدة من كل اللبس مثلاً؟ طب ما كلنا بنلبس Jeans، حد بطَّل يشتري Jeans ؟ ابداً، داحنا بنجمعهم في الدولاب! و في معظم الوقت بتلاقي نص الشعب لابس Jeans. و نفس القصة على القميص الأبيض..او البدلة السودة..او..او

و لنفترض إن إشتريت نفس البالطو.انا حرة! مانا ممكن كنت اشتريه من غير ما اعرف إن يارا عندها واحد منه. دا غير إني غالباً مِش حالبسه مع نفس الكوفيه والبلوزة والبنطلون و الجزمة و الشنطة بتوعها. اكيد عندي لبس مُختلف عنها. إيه الفقع دا؟

خادتني يارا على الجنب و قالتي “ماتزعليش، مانتي عارفه إنه بيلبخ في الكلام” وتاني يوم نزلت معايا نروح نبص على المحل. لقيت بالطو تاني خالص عاجبني و جبته..و خِلصت الحدوتة اللي كان ملهاش تلاتين لازمة إمبارح بالليل.

عُمر كان دايماً عنده تحفظات على الفلوس. و كان متخيل إن الستات بتبص للرجالة على إنهم البنك!! (هوا في بعض الستات كدا فعلاً) الحمدلله إنه مش جوزي وإلا كان جالي النَقطة منه. و عشان كدا لما مرة شوفته في السوبر ماركت و في الفترة دي كان ليسه دابب خناقة قريب مع مراته على موضوع الشغل و الفلوس وإتفتح الحديث ما بينا، معرفش ليه، و لن انسي الكلمتين اللي رزعهم في وشي

“مانا و جوزك لو كنا معيشنكم في ڤيلل و راكبين عربيات مرسيدس ماكنتوش فتحتوا بقكم معانا”

بعيداً عن إني مابحبِش المرسيدس..و أفضل الـ Mini Cooper..

ياخربتك و بيت سنينك..حاخبطه بحاجة على بقه اللي بيطلع زفت و اطران.

“و مين قالك إني بشتكي من جوزي؟ إنت متعرفنيش انا و جوزي عشان تتكلم عنّنا كدا، و لو انا و مراتك كانت شخصياتنا كدا، إتجوزناكم ليه؟”

هوا طبعاً دا رد مؤدب. الرد اللي المفروض يترد عليه إنه يتهزق بس للأسف في المرحلة دي من حياتي كنت مؤدبة زيادة عن اللزوم و مابعرفش اهزق حد. أصل دي مهارة..الرد على الناس الحلوفة دي مهارة!

عِرفت يارا باللي حصل منُه هوا عشان لما روّح حكالها،  قال يعني الواد البريمو اللي بيقول اللي في باله و مابيهموش (و انا ماردتش اقول لجوزي ..اكيد انتو عارفين ليه) و كلمتني البنت تقولي ماتزعليش و انها قافشه عليه من ساعتها.

كانت بتصعب عليا اوي. كان منكد عليها و تاعبها.. و تاعبني معاه انا كمان. و كتير كان بيحرجها قدام الناس بالزفت اللي بيقوله و الكلام اللي بيرزعه في وِشها. الحقيقة هوا كان بيرزع كُل الناس كلام..و الحقيقة بردو إن كتير كانوا يإما بيبتعدوا عنه او بيهزقوه ..بأدب و سخرية!

 و هيا دي الـ trick.

لو الواحد مُجبر يتعامل مع شخصية زى دي، قد يكون مديرك في الشغل او قريب مفروض عليك او انواع كتير من الناس اللي فاقدين sense الآداب العامة و الذوق. ساعتها، طالما تجنبهم تماماً مش سهل، الرد عليهم بأدب و(سخرية احياناً) هوا الحل الأمثل..بالبلدي تهزقوا من غير ما يتمسك عليك غلطة!!! الواحد يكره يعمِل كدا بس في ناس مابتسكتش غير بكدا..للأسف!

 وعشان يتهد سي عُمر، بعد فترة بسيطة من الحديث المستفز دا، ورق الإقامة بتاعي انا و يارا خِلص واحدة ورا التانية و جالنا تصريح العمل ( work permit)، و بئا عندنا الفرصة إننا ندور على شغل و نشتغل. بس الشغل مابيجيش في ايام، بياخد فترة عقبال ما الواحد يلاقي حاجة.

 

مامة يارا و أخوها جُم يزروها في الفترة دي. و كم كانت فرحتها إن أهلها عندها. البنت كانت طايرة. بس طبعاً الزيارة لازم ماتعديش على خير طالما عُمر حاشر مناخيره في اللي مالوش فيه.

 كلمتني يارا و هيا مش طايقة نفسها

“أنا قرفت بئا، لازم ينكد عليا”

“ليه بس؟”

“متضايق اوي و دب خناقة قد كدا معايا عشان لابسه البيچاما قدام اخويا. إزاي و إزاي البس بيچاما قدام أخويا.. أمال انام بإيه؟!!”

“و تنامي ليه؟!..خليكي صاحية بهدومك لحد ما يسافروا!!!!”

إيه الفراغ اللي هوا فيه دا..هيا اي خناقة و خلاص؟

وكمِّلت “معلش يا بنتي، فاهِميه إن دا أخوكي بردو..أخوكي الصغير و متربي معاكي من يوم ماتولدتم”

“انا زهقت”

“و انا كمان و الله”

نفسي اقول حاجة واحدة كويسة عن عُمر، بس مافيش اي دفاع عن الكلام والتصرفات اللي بيعملها.

واحدة لابسة بيچاما pyjama عادية, مافيهاش اي حاجة خارجة, قدام اخوها. اصل البيچامات عموماً تصميمهم لا يخرج عن الآتي؛ بيجاما تحتوي على توب top بكُم مع بنطلون طويل. بيجاما تحتوي على توب top نص كُم و احياناً في الحر اوي من غير كُم cut/sleeveless علي بنطلون طويل بردو او لو الجو حر اوووي و التكييف بايظ ممكن بدل البنطلون شورت!

البيچاما حاتفضل بيچاما..يوم ما تتمعظم حايبئا لونها احمر.. و عشان كدا سموها ‘بيچاما’، حتى اسمها مش sexy ولا حاجة.

 اهِه..بيچمات اهِه.. حتى في منهم الواحد يحس إن ممكن يخرج بيهم (اكيد لأ..دي كناية)!. و بعدين دول Models فاواقفين بمياصة. بذمتكم في حد بيقف بمياصة كدا في بيته؟! و عنده مُرجيحة؟! 

و من ساعتها و انا مش قادرة انساله موقف البيچاما ولما باشوفه، صورة البيچاما بتيجي في دماغي على طول.. و اصبح بالنسبالي : عُمر بيچاما!

في الفترة دي، قابلت بنت مصرية تانية بالصدفة من خلال معارف، نهى. بنت طبعها هادي و مبتسمة. مالحقناش نقعد كتير مع بعض بس طَلَبِت رقم تليفوني و هيا ماشية..مافيش مانع خالص. دانا كنت تقريباً بوزّعوا، عَللّه الاقي حد ظريف اصاحبه. 

و بدأنا نتكلم و نخرج على بسيط و لاقتها لطيفة و على طول نَط في دماغي، بما إنها بنت لطيفة، إني أعّرفها  على يارا و نبئا إحنا التلاتة شلة حلوة..الله، اخيراً في بارقة أمل إن يبئا عندي شلة حلوة. أفكار واحدة في حضانة ، صح؟

لأ مِش صح! هوا دا كان طبّعي في مصر..إني أعّرف الناس ببعضها. و اقول لأصحاب مختلفين على خروجة واحدة عشان عارفة إنهم حايندمجوا مع بعض. وكتير منهم لِسه أصحاب اوي لحد النهاردة.

و بما إننا في الغُربة و من الصعب جداً (بس مش من المستحيل) إنك تلاقي ناس ممكن تندمج مع بعض عشان لازم يكونوا مشتركين في حاجات كتير اهمها أسلوب الحياة، الـlifestyle، و الفِكر، فطبيعي اتبع نفس الأسلوب اللي إتبعته في مصر.

و فعلاً عَرّفت نهى و يارا على بعض. و بئوا أصحاب بسرعة..و دا اللي كنت متوقعاه 

و إتكررت الخروجات الحلوة و العزومات ما بينا و لمة رمضان كانت من احلاهم. لإن رمضان شهر اللمة مع الأهل..و لو مافيش أهل..أصحابك بيبئوا هما الأهل.

عدي كام شهر و لاقيت شُغل، بعد تدوير، بس ماكانش في مجالي، كان في مجال الـ Retail..إشتغلت في محل يعني

و كان نظام الشُغل شِيفتات Shifts. كنت باشتغل خَمس تيام في الإسبوع من ضمنهم يوم سبت او يوم حد اللي هما ايام الـ  weekend في أمريكا. و كُل يوم ميعاد الـShift مُختلف. اي وقت ما بين ٩ الصبح و١٠ بالليل.

و طبعاً روتين حياتي إختلف عن الفراغ الكبير اللي كنت عايشة فيه.

و بدأت الشغل و مافيش بعديا بفترة لَقِت يارا شغل هيا كمان و أصبحنا إحنا الإتنين من ذوي الوظائف. خطوة كبيرة و مهمة بالنسبة لنا إحنا الإتنين لإننا كنا بنشتغل في مصر و عايزين نكمل الـ career بتاعنا و نشتغل هنا كمان.

و بعد كام شهر تانين، لقيت شغل في مجالي  وسِبت المحل و إشتغلت في شركة. و اكتشفت يارا إنها حامل فسابت شغلها خصوصاً إنها كانت تعبانة اوي في الفترة الأولانية من الحَمل.

ياااه..معلومات كتيرة اوي في جُملة واحدة 

 

أيامي بئت زحمة عشان الشغل الكتير لكن دا مامنعنيش من إني اخرج بعد الشغل احياناً او في الـ weekend مع يارا و أصحابنا التانيين. ليسه بردوا الواحد خفيف، حياته مافيهاش حاجة غير الشغل ..و الخروجات 

 يارا و نهى بدأوا يقضوا مع بعض وقت اكتر و دا طبيعي عشان الاتنين مابيشتغلوش. كنت مبسوطة ليارا اوي. اهي لقت حد تتكلم معاه بدل ماتبئا زهقانة، كفاية عليها تعب الحمل. يعني طلعت صح لما عرفتهم على بعض، الحمد لله.

لكن مع الوقت بدأت احس إن يارا مابقتش تكلمني كتير زي الأول. أنا عارفة إني مشغولة في الشغل و مابقدرش اتكلم في التليفون زي الأول و الخروج بئا مش زي الأول، مرة في وسط الإسبوع و مرة في الـ weekend تقريباً. و لما باقدر، كنت باعدي عليها بعد الشغل عشان اطمن عليها و نقضي شوية وقت مع بعض.

 و في مرة، في الـ weekend، عرفت بالصدفة إن يارا و نهى خرجوا يتعشوا مع بعض. عادي، اصحاب و خرجوا مع بعض! دا فعلاً اللي فكرت فيه ساعتها..

و في الـ weekend اللي بعديه ، قلت لجوزي:

” حاكلِم يارا و عُمر عشان نخرج و حاشوف مين تاني يقدر يخرج معانا”

“يارا و عُمر عندهم plans، مِش حايقدروا يخرجوا معانا”

” إيه دا؟ عِرفت منين؟”

“شوفت عُمر إمبارح بالليل في الكافية مع باقي الولاد و قالي إنهم خارجين يتعشوا النهاردة مع نهى و جوزها”

…..

تنَّحت لثواني.. صوت جوايا بيقولي إزاي يارا ماتقوليش؟ هيا حُرة طبعاً تخرج مع اللي هيا عايزاه بس دي مِش اول مرة ماتقوليش على الخروجة..بس بسرعة لحقت نفسي و قلت لا لا، مش انا الشخصية اللي تتضايق من حاجة زي كدا. مش لازم يارا تقولي اخرج معاها في كُل خروجة بتخرجها. إيه يعني؟ هوا انا جوزها؟! 

هيا صحيح إتضايقت مني مرة زمااان عشان كنت خارجة انا و جوزي نشرب حاجة في كافيه بنحبه و حصل و قابلنا ناس اصحابنا بالصدفة، مشتركين ما بينا، و قعدنا مع بعض.  كلمتني هيا بعد كدا متضايقة مني عشان إزاي ماقلهاش على الخروجة و قعدت اشرحلها إنها ما كنتش مترتبة و إنها صدفة

“كنت تكلمينا انا و عُمر عشان نجيلكم”

طبعاً ماجاش على بالي ولا المفروض يجي على بالي عشان الموقف مش مقصود. أصحاب و قابلناهم صدفة و قعدنا مع بعض..مافيهاش حاجة!  بس كبرت مخي ، واعتذرتلها و قولتلها “ماتزعليش، حابئا اقولك المرة اللي جاية”. انا عملت كدا، رغم عدم إقتناعي بس دا عشان يارا بنت جميلة و عمرها ما ضايقتني.

و كمان عشان زي ما قُلت قبل كدا، كلنا مُختلفين بدرجات. و مش لازم اخلي موقف اهبل زي دا، يضايقني انا و صاحبتي من بعض، ولا إيه؟…رغم عدم إقتناعي بردو إني ماعملتش اي حاجة غلط!

إفتكرت الموقف دا على طول لما عرفت عن موضوع العشا ما بين يارا و نهى لكن زي مانا مش مقتنعة إني يارا كانت صح في إنها تزعل مني ساعتها، اكيد مش اسيب نفسي تزعل او تفكر بأي طريقة تانية..خصوصاً إن دا مِش طبعي على الإطلاق..الغيرة و الكلام الفاضي دا.

 

و بئيت اسمع إن يارا و نهى  بيتقابلوا كتير و بينزلوا يعملوا shopping كتير..بس مابيقولوليش.

إبتديت احس بحاجة غريبة جوايا. إحساس بالضيق..الإحساس اللي بحاول اتجنبه بقالي فترة. بحاول اكبر مخي بس المرة دي مِش عارفة.

جوزي لقاني متضايقة

“زعلانة عشان يارا مابتخرجش معاكي زي زمان؟”

“ايوا. .”

“معلِش، انتي بئيتي مشغولة و هيا بتشغِل نفسها عشان ماتزهقش”

“ايوا. .”

انا زعلانة اوي. حاسة إن صاحبتي الوحيدة بقت مش مهتمة بيا.

“انا حاقولها إني متضايقة”

“مش حاتفهمك”

“؟؟؟”

“معتقدش إنها واخدة بالها..”

“إزاي؟ ..معقولة مش حاسة؟”

 و قررت إني اقولها.

و فعلاً، عديت عليها بعد الشغل ..شكلها تعبان بسبب الحمل بس زي ما هيا، يارا اللطيفة الحبوبة

“يارا، أنا متضايقة بقالي فترة. لأول مرة في حياتي احس بإحساس الغيرة، عشان بتخرجي إنتي و نهي و مابتقولوليش اخرج معاكوا خالص”

“لا خالص، إنتي بس بتشتغلي و إحنا بنخرج الصبح وإنتي في الشغل”

هممم!!هوا انا مشغولة اوي كدا؟ بس بردو انا ليسه حاسه بالمسافة اللي كبرت ما بينا.

و فعلاً ماحسيتس إنها فهمتني..زي ما جوزي قالي بالظبط!!

 

و إكتشفت إني حامل..

آه ه ه ه ه، يمكن عشان كدا؟ يمكن انا حساسة شوية زيادة بسبب الحمل؟ ممكن بردو!

 و فكرت في يارا اول واحدة في أصحابنا اقولها و كانت فرحانالي اوي.

 

weekend ورا التاني ورا التالت و اعرف و اسمع إن يارا و نهى بيتعشوا مع بعض كُل إسبوع.

التليفونات قلِت من ناحية يارا.

بئيت احِس بألم، حقيقي ألم، لما اشوف صورهم على الـ facebook  و هما خارجين. مِش قاردة اكبر مُخي ولا اوقف إحساس الضيق او (و انا حزينة و انا بقول كدا لإن فعلاً دا مِش طبعي) إحساس الغيرة إنه يتملكني لما اعرف إنهم خرجوا و ما قالوليش. إحساس الغيرة اللي لأول مرة  في حياتي فعلاً احس بيه. إحساس وحش جداً.

 

ابتديت احس بالوحدة رغم إنشاغلي في الشغل و رغم إني بخرج مع اصحاب تانيين. بس مافيش حد زي يارا. الحقيقة إنها صاحبتي الوحيدة هنا! الصاحبة الوحيدة اللي بستريحلها و و بنبسط و انا باقضي وقت معاها.

 ابتدى يبان عليا الزعل..و احياناً لما كانت السيرة بتتفتح في البيت كنت ممكن اعيط على خفيف. اكني بعيط لجوه! للدرجة دي  صِعِبت على جوزي

“حبيبتي، ماتزعليش نفسك اوي كدا”

“انا مش فاهمه حصل إيه؟”

جوزي سكت شوية، زي ما يكون مش عايز يقولي حاجة و بعدين قال:

“بصي.. من فترة، عُمر قالي في وسط رغيه الكتير إنه هوا اللي بيزُق يارا عشان تكلم نهى. .”

“ليه يعني؟”

“مانتي عارفه إنه بيحب الفشخرة..و جوز نهى مركزه كبير وهوا قالي بنفسه إنه عايز يبقا على علاقة كويسة معاهم..فاكرة لما كان بيقعد يقولنا، انا صاحبي ابوه فُلان و عمُه عِلان..هوا بيحب يتلزق في الناس دي”

دا فِكر غريب اوي! بس بيحصل للأسف. بس اكيد يارا مش حاتصاحِب حد و تخرج معاه كتير الا لو هيا عايزة. هوا حقيقي ‘الزنْ علي الوِدان امر من السحر’. لو حد فِضل يزن و يرغي في ودن حد عن فلان حلو او فلان وِحش، احياناً كتير الواحد ممكن يستجيب و يصدق.

يا ترى عُمر زن كتير في ودن يارا؟ بس مهما زن، هيا مش حاتخرج مع حد غصب عنها كُل يوم..اكيد لأ. دا إختار!

و نهى ظريفة (لما بتحِب تكون ظريفة!!)..ولاونها بقالها فترة كبيرة متغيرة من ناحيتي. بتسلِم ببرود، ما بتتكلِمش زي زمان. هوا إحنا عُمرنا ما كنا أصحاب اوي بس صداقتنا كانت لطيفة و عادية. و دايماً كنا بننبسط لما بنقعد مع بعض.

نهى ظهر عليها التغيير فجأة و حسيت بيه في تعاملها معايا. و بما إني بحب الصراحة، لما شوفتها، سألتها

“في حاجة مزعلاكي مني؟”

“لأ”

“اصل حساكي متغيرة من ناحيتي، فقُلت اسالِك”

ردت بجمود شوية “لأ ابداً..مافيش”

مافيش مافيش..انا سألت و هيا قالت مافيش و انا مش فاكرة اي حاجة او اي موقف يضايقنا من بعض.

وعَدى الموضوع لكن من ساعتها مابقاش في ما بينا اي مكالمات او مقابلات إلا لو بالصدفة مع ناس تانية و بردو ليسه حساها متغيرة، مِش زي الأول!

في حاجة مِش طبيعية. نهى بطلِت تكلمني. يارا تقريباً قلبتني. و عُمر بيشجع يارا تخرج مع نهى. و كُل إسبوع كُلهم بيتعشوا مع بعض.

تخيلوا كدا..إتنين من أصحابي، واحدة منهم بعتبرها best friend ، فجأة يختفوا و يبطلوا يكلموني او يخرجوا معايا…

فعلاً في حاجة مِش طبيعية..

إستنوا باقي القِصة الإسبوع اللي جاي..

To Be Continued..

 

 

Exit mobile version