The Girl From Egypt

الفرح – الجزء الأول

حلم بنات كتير، إن لم يكن كل بنت، الجواز.  و طبعاً لما الخطوة الاولانية بيتحصل، الي هيا الخطوبة، بيبتدي معاها الهري. هري التجهيز و شِرا مستلزمات الجواز.

 

و من أهم التجهيزات، الفرح. دا الحلم الكبير.

على فكرة دا مش حلم كل بنت بس، لا و كل شاب داخل على جواز كمان. ماتنكرش إنك بتفكر شوية فرحك حايبئا عامل إزاي..على الأقل علي الأقل نوع الأغاني اللي عايزها في فرحك.

 

لكن البنات بتبئا مركزة في كُل تفصيلة في الحفلة؛ لون الكراسي ، الـ center piece، الورد اللي حايتحط، الأكل اللي حيتعمل، التورتة..دي مهمة جددددداً، غير الـ DJ و التصوير، الفوتغرافي و الڤيديو (شوفتوا كلمة الفوتغرافي دي؟) و أغنية دخول الحفلة و أول و تاني أغنية حايرقصوا عليهم. و لو في Bride’s Maids فدا مجهود تاني خالص. تحديد لون و شكل الفستان و مقاساته، دا غير إن في صحبات للعروسة بيتأمّروا و يتدخلوا في التفاصيل دي و يحاولوا يفرضوا رأيهم علي العروسة.. ؤ أحياناً بينكدوا عليها بالغلاسة دي رغم إنها already مشدودة من كُتر الحاجات اللي وراها. نقصاهم أصلها!!

 

كُل دا بيحصل في جميع بلاد العالم و تقريباً مع كل الجنسيات بإستثناء إننا في مصر مزودنها شوية ! 

لما أنا و جوزي إتخطبنا، ماكنش عندنا فُرصة نحلم كتير بالفرح و تفاصيله ولا بالشقة و مشتقاتها من عفش وديكور و الوان. ليه؟ عشان أنا عايشة في مصر و هوا عايش في أمريكا. و ماكُناش عارفين حانتجوز إمتى بالظبط!!

عارفين إننا عايزين نتجوز خلال سنة بس إمتى و فين؟ ولاااااا الهوى.

كُل اللي عارفينه إننا لما نتجوز، أنا حنقل لأمريكا..بس.

كمان مش من المنطقي إني احلم بكُل التفاصيل دي و إحنا ليسه مش عارفين حانتجوز إمتى أصلاً.

 

اكيد طبعاً كُلكم بتفكروا ليه مِش إحنا عارفين حانتجوز إمتى؟

عشان إنا و خطيبي ساعتها كنا معتمدين علي نفسنا تماماً في كُل شيئ. يعني لا بابايا او باباه حايشترلولنا شقة و لا يعملولنا فرح ولا الكلام دا خالص.

جوزي (العريس ساعتها) لما جِه يتقدم، كان متوتر شوية خصوصاً إنه جاي لوحده. ولد متربى بره و مفهومه مُختلف عن ماهوا معتاد في مجتمعنا. فكرة إن أهله يجهزوه (بالشقة و الفلوس) مِش موجودة أصلاً.

أنا فاكرة كويس قوي اليوم دا. هوا نزل مصر عشان يقابل بابايا و يتكلم معاه (و عشان يشوفني كمان..وحشنا بعض و كدا) و لو الموضوع مشي كويس، أهله حايبقوا ينزلوا في زيارة تانية من أمريكا عشان المقابلة الكبيرة.

بالنسبة لبابايا و لجوزي كمان، المقابلة دي كانت هيا الأهم. لإن الشاب اللي جاي يتقدم دا هوا اللي حايتجوزني، هوا اللي حاعيش معاه، فمن الأولى إن المقابلة دي تكون ناجحة. وإلا مش حايبئا فيه اي مقابلات تانية تاني 

 

جوزي (العريس ساعتها) سألني عن بابا عشان يبقي مستعد لما يجي يقابله. اكيد قلقان شوية..طبيعي، اكيد اي واحد رايح يتقدم بيبقي قلقان.

“بابا دقيق و الكلام مابيعديش عليه كدا..بس ماتقلقش، ظريف. انا متأكدة إن القاعدة دي حاتبئا زي دردشة”

“طيب يعني البس كارفتة؟!”

“لأ لأ..كرافتة إيه! ماتلبسش بدلة اصلاً، زي ما قولتلك قاعدة دردشة”

 

و جه ميعاد المقابلة، بفتح الباب، لقيت جوزي لابس قميص و بنطلون كلاسيك و عليهم بلوڤر. هوا شكله قمر و مهندم  بس هوا أصلاً شكله بيبي..كدا بئا شكله اكنو رايح المدرسة.

شاورتله علي البلوڤر  و انا بوشوشله بسرعة

“إقلع..إقلع البلوڤر دا”

“مالو البلوڤر؟ الدنيا برد..البيوت هنا برد”

إحنا كنا في عز الشتا بصراحة..

“مش مهم..حابقا اديلك دوا برد لو عييت”

“ليه؟ هوا باباكي مابيحبش البلوڤرات؟!!”

“لا بيحبها..” و انا بابوص حاوليا “مِش وقته..شكلك حايبقي حلو بردو من غيره”

“يعني لا جاكت و لا بلوڤر؟ لا مش قالعُه..إيه يعني، الجوازة حاتبوظ عشان البلوڤر بتاعي، اراهنك باباكي حايعجبه البلوڤر دا”

“انا ماقلتلكش ماتلبسش جاكت، قلتلك بلاش بدلة و ماجبتِش سيرة بلوڤر..طبعاً الجاكت احلى”

بابا قرب على باب البيت و كنت ماشوفتوش قبل ما يغير هدومه عشان المقابلة. و لقيته لابس بلوڤر هوا كمان!! واضح دا لبس الدردشة عند الرجالة و انا معرفش.

جوزي بصلي نظرة إنتصار و على وشه إبتسامة فيها حب

عموماً مش مهم اللبس، المهم اللي حايحصل في الساعة اللي جايه

قعدنا كلنا في الصالون و إبتدا الكلام ببعض المقدمات البسيطة من الأي كلام..و جه وقت الجد

لقيت جوزي إبتدى بـ..

” يا أنُكل، أنا بحب شهيرة و عايز أتجوزها”

إيه الحلاااااااوة دي…بداية فولاذية.

حد يقولوا إننا في مصر مش في أمريكا. و إن اللي بيكلموا دا Mr. Yehia مِش Mr.Carter

واضح إني كنت محتاجة اعمل معاه كام session تدريب قبل المقابلة الحقيقة. زي ما بيعملوا في مكاتب المحاماة Witness Prep اللي هوا تحضير الشاهد عشان يتكلم بطريقة صح قبل ما يطلع يدلي بشهادته قدام القاضي (دا في أمريكا يعني..معرفش بيعملوا كدا في مصر ولا لأ).

المهم..رد فعل بابايا كان والله لطيف..

“دي حاجة جميلة يا حبيبي”

“انا ماعنديش شقة. إحنا حانأجر، شقة صغيرة أوضة و صالة..إحنا مابشتريش بيوت في أمريكا غير بعد الجواز بفترة”

بابا ساكت و بيسمع..

“.. و أنا عندي عربية BMW، موديل السنة اللي فاتت.. حابعها عشان يبقي معايا شوية فلوس زيادة..كدا كدا في نيويورك إحنا بنستعمل المترو في كُل تحركاتنا”

حسيت إن جوزي  حايعيط و هوا بقول الجملة دي..حايفرّط في عربيته يا حرام عشان يتجوزني..إييييه الحب دا كله؟  إختارني بدل العربية!!!! 

ساعات لما باسمعه بيتكلِم علي عربيته بكل فخر و سعادة عارمة  و إزاي فيها heated seats و Bluetooth system جبار ومعرفش إيه حاجات تانية كتير كدا، ناقص يقولي العربية بتتكلم معاه..بحِس إنه بيحبها اكتر مني!!!!

“بس انا معتمد علي نفسي و  اللي معايا هوا اللي حاقدر اتجوز بيه”

بابا قاعد ساكت بيسمع..

“أنا سألت الجواز هنا خطواته إيه ، عرفت إن في حاجة إسمها المهر. الفلوس اللي معايا دي، هيا اللي حاقدر ادفعها مهر”

بابا  ليسه قاعد ساكت و مركز بيسمع..

” أنا عارف إنه مبلغ مِش كبيرربالنسبة للأرقام اللي سمعتها هنا، بس دا اللي اقدر عليه”

 

اللي انا عارفاه إن بابا طول عُمره ضد المصاريف الزايدة في الجواز و المغالاة في تفاصيل كل حاجة. بعد فترة قصيرة جداً من الصمت و الي إحنا حسناها اكنها وقت طوييييييل قال:

“قولتلي بتشتغل إيه؟”

جوزي قعد يفكر شوية..بابا بصلي هوا و ماما. زي ما يكون عايزين يقولولي ‘هوا عاطل ولا إيه؟!’..بس قبل ما بابا يقطع الصمت و يقول حاجة، جوزي رد بعد ما خَد وقته في التفكير العميق!

“انا مِش عارف بتتقال إزاي بالعربي..”

بابا و ماما ابتسموا و انا رديت بسرعة

“بيشتغل في الـ Technology..”

رد بابا

” مهندس كمبيوتر؟ في الـ IT يعني؟”

“لا حضرتك، مش بالظبط كدا..انا more on the technology side”

و قعد جوزي يشرح هوا بيعمل إيه بالظبط

فبابا رد عليه

“ممتاز..جميل..ايامينا ماكنش في كل التقدم التكنولوچي دا. بتشتغل مهندس كمبيوتر في انهي شركة؟”

“حضرتك انا مِش مهندس كمبيوتر..انا Sr.Product Manager”

“يعني بالعربي وظيفتك إسمها إيه؟ مدير منتجات؟”

جوزي تنح..لحقه بابا بسرعة

“إنت في مصر، لو اي حد سألك بشتغل إيه قوله مهندس كمبيوتر..إلا لو بتتكلم مع حد من مجالك او من جيلك”

معقول بردو..انا نفسي ماكنتش فاهمة هوا بيشتغل إيه بالظبط إلا بعد ما شرحهالي كذا مرة بكذا طريقة (مِش عيب خالص على فكرة). حاجات التكنولوچيا المعقدة دي ماليش فيها. انا شاطرة في الـ Graphics، الرسم، الكتابة والرياضة (البدنية مش الـ mathematics) حاجات كدا. يعنى انا شخصية visual. توريني صورة افهم. تقولي 2x+ 5y = -1 و حاجات غريبة كدا اقولك إيه اللي دخل الحروف في الأرقام؟ مش منطقتي خالص دي.

 

و إستمر الحديث ببساطة و زي ما توقعت اكنو دردشة و طول مانا قاعدة و انا براقب نظرات اهلي و نظرات جوزي و طبعاً ماتوصتش و تدخلت في الحديث كذا مرة عشان الحق جوزي(العريس..الأمور، اللي قاعد قدام بابا دا..اللي بحبه..)ايوا ايوا  كفاية رومانسية! المهم، الحقه لو إتزنق في كلمة كدا او كدا.

و نَهى بابا الحديث

” أنا بحب الولاد المعتمدة علي نفسها عشان دا الوضع المفروض يكون”

“شكراً يا أُنكل”

و فجر بابا المفجأة

“أنا مِش عايز منك مهر..ولا مؤخر..انا عايزك تاخد بالك منها. إنت حاتخد اعز حاجة عندي، بنتي، و حاتسافر معاك بره..أهمممم حاجة عندي إنك تاخد بالك منها”

جوزي طبعاً ماكنش عارف إن الجملة دي ليها تكملة..اللي هيا، لو عرفت إنك ضايقتها او عملت اي حاجة، يومك حايبئا إسود يا حبيبي. لا مِش إسود بس.. دا حايبئا مطين بطين كمان.

بابا من نوعية ‘إتقي شر الظريف و الحبوب و المتساهِل احياناً إذا غضب’

و واضح إن عجبه العريس (جوزي) و عشان كدا ماطللبش منه حاجة من المعتاد الناس تطلبها في الجواز. فعلاً، لا مهر ولا مؤخر و لا شبكة حتى.  و لما جوزي سمع كدا قاله:

“أنا حاجبلها خاتم..لازم اجبلها الخاتم”

قصده خاتم الجواز The Ring زي ما بتشوفوا في الأفلام الأمريكاني. و طنشنا اي زوائد زي المحبس و خلافه.

انا كمان مابيفرقش معايا الحاجات دي!!  مش حاجة غريبة، يمكن مُختلفة..بالنسبالي إني اسافر الف العالم او اشتري بيت جميل عاجبني احلى!

في ناس ممكن تفتكر إن دا تساهل زايد من بابا،  إزاي يعمل كدا؟ بس الحقيقة إنه شاف إن قدامه شاب مكافح و معتمد علي نفسه و بيحب بنته. و بابايا راجل واعي و عنده خبرة في التعامل مع جميع أشكال البني آدمين. بالنسباله، إن بنته تبعد عنه حاجة صعبة جداً جداً. فلازم اللي قدامه دا يكون كفأ، راجل! اي حاجة تانية بئا ماتفرقش. مهما دفع من مهر او مؤخر، لو عايشة في تعاسة يبقى مالوش لازمة.

و إنتهى اللقاء بنجاح و إتفقنا علي ميعاد للخطوبة..بعدها بإسبوع تقريباً. و ليه نستنى اكتر طالما كله كويس؟ كمان جوزي زي ما فهمتم مش عايش هنا فإنه يسافر و يرجع تاني مِش قبل كام شهر تانيين.

و فعلاً، ماماته وصلت مصر عشان تجي تتقدم مع إبنها رسمي و الكلام دا.

 

جه يوم الزيارة (اللي هوا الخطوبة) و هيا كانت عبارة عن عشا ظريف (و لذيذ الحقيقة) لجوزي و مامته و انا و اهلي و بس. حاجة بسيطة ظريفة. مِش لازم نتجنن و نعزم مصر كلها. دي خطوبة!

 

أصل في ناس بتصرِف و تاخد قاعة و تجيب DJ و تعمل البدع و تكتشف إن الخطوبة قلبت اكنها فرح. دا ليسه بئا الفرح نفسه اللي اكيد لازم يبئا اكبر و احسن من حفلة الخطوبة. دا لو وصلوا لمرحلة الفرح اصلاً لأن ساعات كتير الخطوبات دي بتفشل بعد المصاريف الكتير اوي دي. فا في الخطوبة اللي بعدها، بيهدوا اللعب و يعملوها في البيت عشان إتخرب بيتهُم على الفاضي المرة الأولانية!!!!

انا عارفة إنها حاجة جميلة الناس تفرح بولادها و الولاد نفسهم يفرحوا و يرقصوا و ينبسطوا. حقهم يفرحوا مافيش كلام مش لازم نبعزق، بس مِش بُخل خالص.. بس العقل حلو. إلا لو إنتم اغنيا جداً و الآلاف اللي حاتتصرف دي ولا حاجة بالنسبالكم! ماشاء الله ..بعزقوا ولا يهمُكم.

 

نرجع ليوم الخطوبة بتاعي و قبل الميعاد بكام ساعة جوزي كلمني و قالي إنه عمه حايجي معاه هوا و مامته اكمن باباه ماقدرش ينزل مصر عشان عنده شغل كتير. و دا كان الوقت الوحيد اللي ممكن نتخطب فيه و إلا حانضطر نأجل ٦ شهور عقبال ما جوزي يقدر ينزل أجازة طويلة تانية. اصل أمريكا مِش فردة كعب يعني. دي ١٢ ساعة طيران من نيويورك.

رن جرس الباب و بابا راح يفتح و انا وراه.

دخل جوزي(العريس)  و هوا لابس بدلة و كرافتة و آخر شياكة، خطوبة بئا  و سلم علي بابا و لقيته بيقولي بصوت واطي

“في ناس تانية حبوا يجوا معانا..”

دخل جوزي وراه مامته وراه عمه وراه عمته وراها خالته..

مديت دماغي بره الباب ابص إذا كان في حد تاني جي و لا كدا خلاص!

دخلنا كلنا جوه و إداني جوزي الورد اللي في إيده و هوا بيقولي “هما اللي صمموا يجوا..”

ضحكت و قولته“مِش مشكلة يا حبيبي..دا سلو بلدنا”

و تمت الخطوبة بطريقة بسيطة و سهلة جداً.

 

و رجع جوزي أمريكا ، و بدأنا نتكلم عن ميعاد الجواز.

و بما إن أنا و جوزي معتمدين علي نفسنا (عشان إحنا عايزين كدا)، لقينا إن الفلوس اللي معانا ماتكفيش فرح و Honeymoon دا غير مقدم إيجار الشقة اللي لازم ندفعه بالتأمين بتاعها، و كمان مصارف فرش الشقة.

 

لقينا إن الميزانية ماتسمحش نعمل كُل دا حتى لو نفسنا في كُل دا.

كان نفسي اوي في فرح، مِش حانكِر، يعني انا مِش فارق معايا شبكة و لا مهر ولا مؤخر ولاااا اي حاجة بس نفسي في حفلة بسيطة ، مِش كبيرة ولا حاجة. احتفل فيها مع كُل اللي بحبهم بس للأسف. نجبها يمين، نجبها شمال..مِش نفعه

 

فقررنا مانعملش فرح!  

بس أنا جاتلي فكرة..

 

يا تري إيه هيا الفكرة دي؟

 

إستنوا باقي القصة الإسبوع اللي جاي..

To Be Continued..

 

Exit mobile version