The Girl From Egypt

الفرح-الجزء الرابع

 

قدرنا نخلص كل ترتيبات الفرح في التلت تيام الحمدلله.. و دي في حد ذاتها معجزة معتقدش ممكن تتحق كتير. بس زي الإنسان ساعات حظه بيبئا منيل أحياناً، الدُنيا بتضحكلو أحياناً تانية. اقدر اقول إن الدنيا ضحكتلنا التلت تيام اللي فاتوا، ‘من جد وَجد’ بردو. 

لكن و إحنا ماشين من الأوتيل في أخر اليوم التالت بعد ما إطمّنا على كل التفاصيل و إن كل حاجة مظبوطة، وقعت على السلالم الخارجية للأوتيل و رجلى إتلوت تحتيا!!!

 هوا الحظ الحلو قرر يسيبنا و يمشي ولا إيه؟

 خطيبي Big T جري عليا

“إنتي كويسة؟!!”

“آه ه ه ه. .ankle رجلي بيوجعني”

طبعاً إحنا لو في فيلم عربي او حتى امريكاني، المفروض Big T يشيلني دلوقتي و يجري بيا على دكتور و الموسيقى التأثرية تبئا مزيج من الـ suspense على الرومانسية. و البنات كلها تبئا نفسها رجلها تتلوي هيا كمان عشان خطيبها او حبيبها يشيلها..

بس أنا عادة بسترجل في المواقف دي ايوااا، انا قُلت كلمة ‘بسترجل’. اصلي ياما اتلويت، و اتمزقت و إتفشفِشت إكمني كنت بلعب چودو سنين كتيييير فنوعاً ما، ببئا عارفه حصلي إيه اول ما اتخبط او اقع او حد يوقع عليا، بجد حصلتلي قبل كدا إن حد وقع عليا في التمرين!

 كنت المفروض ادلع شوية على Big T  عشان يشيلني و نعمل فيلم حب و رمانسية و نحكي بعد كدا إزاي انقذني لكن كالعادة جَمدت نفسي عشان مافيش وقت نضيعه. ولاون الألم مالوش كبير.

وقبل ما Big T يشيلني قولتله و انا متألمة شوية

“دا غالباً لـ..ـوي في رجلي و يمكن تمزق..ماتـ..قلقش”

“طيب تعالي نشوف اي دكتور نروحله”

“لا لا..ساندني بس اقوم”

و فعلاً ساندني و كملت كلامي

“هيا غالباً حاتورم شوية النهاردة و بكرة حاتبئا أحسن”

و قمت اعرج و انا بامشي..كويس إني عارفة امشي شوية، دي في حد ذاتها علامة كويسة و صممت اروح البيت!

 

Big T كان حايعدي عليا بالليل في البيت لكن من ساعة ما سابني و هوا متضايق إنو ما ساعدنيش بأي طريقة بعد ما وقعت فقرر يعدي على الصيدلية اللي قريبة منه الأول.

“مساء الخير”

“مساء النور..إتفضل”

“خطيبتي وقعت و ankle رجلها إتلوى. في اي حاجة ممكن تخفف الألم”

الصيدلي لف يجيب حاجات من الرفوف اللي وراه و رد

“هيا حاتحتاج دول”

و حط رباط ضاغط و مرهم و شوية حاجات تانية علي الـ counter

“اوكيه، كام كدا؟”

“٢٥ جنيه”

“اوكيه..”

و طلع Big T الفلوس من محفظته و وقف ساكت شوية و هوا بيبُص للفلوس

“في حاجة يا فندم؟”

“ماعيش غير ١٥ جنيه..!!!”

باقي فلوسه كانت بالدولار

و كمل Big T “خلاص حضرتك، شكراً جداً على المساعدة”

واضح الدنيا قلبت وشها علينا بعد ما كانت ضحكتلنا التلت تيام اللي فاتم..العجائب نازله ترف علينا!

الصيدلي شاور لـ Big T إنه يستنى

“إستني..مِش إنت محتاج الحاجات دي؟”

“ايوا..” و سكت و بعدين كمل “..اصل كتب كتابنا و فرحنا بكرة”

الصيدلي اللطيف رد

“طب خلاص، خُد الرباط الضاعط و المرهم”

“بس الفلوس بردو مِش حاتكفى..معلش، حاروح اجيب فلوس وحارجع تانـ..”

و قبل ما Big T يكمل كلامه، قاطعه الصيدلي

“مِش مهم، خد الحاجات بالـ ١٥ جنيه و ماتشغلش بالك”

“لأ خلاص حضرك..شكـ..”

“ابدااااً! خدهُم و مش حاخُد اي باقي فلوس منك خالص، دا فرحك بردو”

 إيه دا؟ في ناس طيبة و جدعة كدا؟!! بحب الناس الـ cute  الجدعة دي 

و رغم محاولات Big T الا إن الصيدلي صمم بكل ما هوا غالي عنده فاخَد الحاجات و مشي من الصيدلية بعد ما شكره جداً و هوا مِش مصدق اللي حصل.

 

يوم الجمعة:

قمت من النوم الصبح بدري كالعادة. النهاردة يوم كتب الكتاب.

اليوم اللي نسيته وسط زحمة الأحداث بتاعت ترتيبات الفرح.

بس إكمن اليوم دا مترتبله من زمان، قاعة كتب الكتاب محجوزة، القرايب و الأصحاب معزومين. الفستان اللي حالبسه متحضر هوا و الجزمة (الجزمة مهمة بردو، ماهي جزء لا يتجزأ من الـ outfit)، الكوافير محجوز و الـ makeup حاعمله عند الكوافير، فا ماكنتش محتاجة اقلق علي حاجة.

و انا ليسه في السرير، اول حاجة عملتها إن بصيت علي رجلي اللي إتلوت. كنت حطيت المرهم إمبارح بالليل و ربطت رجلي. حسيت إن الألم قل شوية. كويس إن Big T جابلي المرهم و الرباط الضاغط.

 

النهاردة اليوم المفروض سَلِس. ميعاد الكوافير الساعة خمسة و نص بعد الضهر و كتب كتابي الساعة تسعة بالليل و بعدين المفروض نخرج شوية بعد كتب الكتاب.

خطة بسيطة و سهلة.

قمت شربت شاي بلبني بمزاج و قعدت مع ماما و بابا شوية و بعدين خدت بعضي و نزلت عشان اجيب الفستان اللي حالبسه من عند الـ Dry Clean.

ليسه بعرج برجلي بس إن شاء الله علي بالليل تبئا احسن.

كان ممكن ماما او بابا او حتي اختي، اي حد منهم يروح يجبلي الفستان من الـ Dry Clean بس قررت انزل بنفسي..عشان ماقعدش افكر في اي تفاصيل عن الفرح. كمان انا بحب يوم الجمعة الصبح. الشوارع بتبئا فااااضية و رايقة خالص. و كدا كدا الـ Dry Clean قريب من البيت. الموضوع كُله مش حاياخُد اكتر من نص ساعة.

 

كنت سألت أصحابي عن Dry Clean شاطر، متخصص في فساتين السواريه  و واحدة صاحبتي باثق في رأيها و زوقها قالتلي عليه. و إنبسطت اكتر لما عرفت إنه قريب من البيت.

 

خدت بعضي و عربيتي و روحت أجيب الفستان.

الفستان بسيط جداً؛ لونه فوشيا رقيق و ليه جاكت قصير بكم. زي التايير tailleur بس بفستان بدل الچوپ Jupe.

حاجة شبة التايير دا بس اللون مُختلف..

بصراحة اللي في الصورة دا أحلى  بس إنتو فهمتُم الفكرة

طلّعلي الشاب اللي واقف ورا الـ counter بتاع الـ Dry Clean الفستان و الجاكت ورفع الكيس البلاستيك من عليه..

فجأة حسيت إن الدنيا بتلف بيا و عينيا بتزغلِل و عندي صدمة علي حالة من الذهول ..

الفستان و الجاكت إتحرقوا من المكوة!!!

لأاااااااااااااااااااااااااااا…

الفستان إتحرق..باظ..ماينفعش يتلبس..

عارفين لما المكوى تعمل ابيض على القماش..اللياقة و الكمام و اطراف الفستان كلها ابيض محروق.

و لقيت نفسي بقول بصوت مخنوق و انا بابُص للفستان

“كتب كتابي النهاردة..”

و رفعت وشي فوق للولد بتاع الـDry Clean وقلتله بنفس الصوت المخنوق، اكني علي وشك العياط..

“كتب كتابي النهاردة..”

 مِش ممكن دا يكون بيحصل دلوقتي..

مش ممكن يكون حظي قلب منيل فجأة..لا دا كدا مش منيل..دا مطين بطين

الولد بتاع الـ Dry Clean نادالي صاحب المحل

تمالكت نفسي و قُلتله إزاي يحصل كدا

الراجل زعق فيا!!! صوته عالي و كلام نصه انا مش فاهماه  من الصدمة اللي انا فيها..وبعدين مشي و سابني!!!

سابني بفستان محروق..

سابني.. و مشي 

في الطبيعي بعرف ارد و اتعامل في المواقف دي (ولاونها مابتحصلش كتير) و لو حد زعق زي صاحب الـ Dry Clean دا فممكن افرُمه.

لكن..انا في حالة صدمة، مخي متجمد، مش عارفه افكر ولا اتكلم..

 

و مقدرتش اتمالك نفسي اكتر من كدا و اتفتحت في العياط. عياط كتير كتير. ماكنتش عارفة اشوف قدامي من كتر العياط. مش عارفه اتكلم من كتر العياط، غير من كلمات مش مفهومه للولد بتاع الـ Dry Clean ولا حتي مفهومة  ليا!!

و لفيت و انا منهارة من العياط و خرجت بره المحل.

الولد بتاع الـ Dry Clean طلع من ورا الـ counter بيجري ورايا و سمعته بيقولي بصوت واطي و مرتبك

“ماتسوقيش و إنتي كدا..لو سمحتي ماتسوقيش و انتي في الحالة دي..”

بس انا فتحت باب العربية و دخلت اكمل عياط جواها..

و سمعته تاني بيقولي

“طب إستني..”

و سمعت صوت رجليه بتبعد بسرعة و بعدين اكنه بيجري ناحيتي تاني..

بصتله و انا ليسه منهارة في العياط فقالي

“إشربي العصير دا الأول..”

و حط علبة عصير علي تابلوه العربية و كرر كلامه تاني بهدوء “ماتسوقيش و انتي كدا، إشربي العصير الأول”

و بالراحة اوي رجع الولد محل الـ Dry Clean و هوا بيلف يبص عليا كل شوية.

 

دقايق عدت و هديت شوية صغيرة و بدأت اكلم نفسي ‘إجمدي، كل مشكلة و ليها حل، كل مشكلة و ليها حل’

مسحت عينيا عشان اعرف اشوف قدامي و دورت العربية و طلعت. ماعرفش علي فين بس فضلت سايقة. و كلمت أختي و حكتلها اللي حصل. أختي قفلت معايا بعد ما قالتلي حاتكلمني تاني.

لقتها هيا و صاحبتي سلمى، صاحبتي جداً،  كلموني conference و بيسألوني عن الفساتين التانية اللي عندي.

الموقف كالآتي، أختي فاتحة دولابي بتبص علي كل لبسي و معاها علي التليفون سلمي بتتشاور معاها علي اللي ينفع و اللي ماينفعش و انا على التليفون معاهم، في العربية راكنة علي الجنب و بمسح في دموعي اللي مش عارفة اعمل control عليها.

و فجأة أختي قالت:

“الفستان الـ Off White في دهبي..دا تحفة”

انا عارفة الفستان دا، جبته من كام شهر بس ليسه مالبستوش.

فرديت

“بس دا cut/sleevless و مش فاكرة إذا كان فوق الركبة ولا تحتها”

ردت أختي “لا مغطي الركبة ماتقلاقيش”

و ردت سلمى

“و ممكن تغطي كتافك بشال. .”

“بس انا ماعنديش شال يليق”

ردت أختي

“محل الإيشاربات اللي في المريلاند..ممكن تلاقي عنده حاجة تليق و لو ملاقتيش كلميني و انا حاخدك مكان تاني”

و إتفقنا إني اطلع جري علي المحل اللي في المريلاند

الساعة ١١:٠٠حِداشر الصبح، يوم الجمعة. معقولة ممكن المحل يكون فاتح؟

المحلات مابتفتحش يوم الجمعة غير بعد الصلاة. مين اللي حاينزل يعمل shopping يوم الجمعة الصبح مثلاً غير واحدة فستانها إتحرق زيي و كتب كتابها بالليل!

 

وصلت و ركنت و طلعت اجري علي المحل. وشي احمر و الدموع ناشفه عليه و عينيا حمرا من كتر العياط اللي عيطه. عارفين المنظر الملخبط دا؟

 

وصلت المحل و لقيته ليسه بيفتح…Yayyyyyyyy..احمدك ياااا رب

يا رب الاقي اي حاجة تليق على الفستان اللي مش معايا اصلاً لإني معنديش وقت (ولا صحة الحقيقة) إني كنت ارجع البيت اجيبه و بعدين اروح بيه المحل عشان اشتريله شال.

فاعتمدت على الذاكرة إن اجيب لون مناسب مع لون الفستان.

 

و بعد تدوير لقيت لونين ممكن يلقوا على الفستان..او هكذا خُيل لي.

لون off white و فيه دهبي و لون بني غامق و فيه دهبي بردو.

مش عارفة انهي لايق اكتر فقلت للبنت البياعة حاخُد اللونين؛ الفاتح والغامق.

 

بس في مشكلة..الشال او بمعنى اصح الإيشارب الكبير شفاف خالص و انا مش عايزة احضر كتب الكتاب بحاجة تبين كتافي و دراعي إحتراماً للمكان. كل مكان و ليه لبسه بردو.

فاشترتهُم و خدت بعضي و طيران على الترزي بتاعي. الترزي بتاعي من الناس القديمة اللي بيفتحوا تسعة الصبح، فيا سلاااام..دايماً بروحله بدري قبل الزحمة و الدوشة.

 

وصلتله و حكتله القصة و وريته الإيشاربات الشفافة فقالي علي محل كام خطوة منه اشتري منه بطانة تليق على القماش.

و فعلاً جبت البطانة و عملّي الشاللين فوراً و خدتهُم و رجعت البيت خلصانة.

و ماردتش اقول لبابا (ولا Big T) علي اللي حصل عشان اكيد حايروحوا يتخانقوا مع الـ Dry Clean و بالتحديد صاحب الـ Dry Clean و انا بصراحة مش عايزة اليوم يبوظ ولا قادرة علي اي دارما. أنا عارفة إنه ممكن يبان إنه تفكير سلبي بس في اللحظة دي، دا كان القرار الصح بالنسبالي. 

جربت الشالين علي الفستان و واحد منهم طلع مظبوط علي اللون بالظبط اكنهم من نفس القماشة..Yayyyyyyyyyy تاني 

ياااااااه..هم كبير و إنزاح.

 

بس انا تعبت خلاص..مش قادرة علي اي suspense اكتر من كدا. كل دا عشان اتجوز؟ امال بعد الجواز حايحصل إيه؟

طب مانتجوز من غير اي حفلات ولا فساتين ولا معازيم ولا اي حاجة عشان لو حصل اي حاجة كمان، معرفش إذا ممكن استحمِل ولا لأ..

انا عايزة انااااام..

اترميت علي السرير بس ماعرفتش انام..من كتر الأحداث اللي حصلت مش عارفه انام.

 

انا اصلاً نسيت رجلي اللي بتوجعني وسط كل الأحداث دي.

مابقتش حسه بالوجع فيها من كتر الإرهاق الذهني و البدني اللي انا فيه. انا كمان حاسه إن خسيت اكتر فكدا الفستان حايبئا واسع اكتر. والنبي لو لبست اتنين كورساچ فوق بعض بردو حايبئا واسع.

بس مش وقته اقلق دلوقتي، خلي مفاجأت بكره لبكره..ماخلاص، انا عرفت الـ formula، كل يوم لازم يحصل مفاجأة جديدة و عجيبة. دا بقي الطبيعي. الغير طبيعي إن مايحصلش حاجة! 

و لبست الفستان و طلع جميل جداً و رحت الكوافير و عملت شعري و الـ makeup و الحمدلله ماحصلش اي مفاجأت، لا شعري إتحرق ولا فستاني اتقطع ولا حتى اتبقع و طلعت علي كتب الكتاب و سلمت على كل قرايبي و اصحابي والحمد لله تاني ماحصلش اي مفاجأت غير إن بابا كان بيتكلم بالعافية زي مايكون مش عايزني ابعد عنه، عشان لما اتجوز حابعد عنه. و انا إيه، رايحة بعيييد بعيد، قارة تانية خالص. و دا رد فعل طبيعي لأبهات كتير.

و طلعت في كل الصور بفستان جميل و شال جميل بس برجل مربوطة.  خلاص بئا ماجتش علي دي.

و كمان خروجة بالليل كانت حلوة و كل الناس كانت مبسوطة.

 

يوم السبت:

النهاردة الفرح. أخيراً وصلنا لليوم اللي بقالنا تلت تيام بنحضرله. هما تلت تيام بس عملنا فيهُم اللي بيتعمل في شهوووور الحقيقة!

قمت من النوم بترَقُب..يا ترى إيه مفاجأت النهاردة؟ تورتة الفرح حاتقع و تبوظ ولا ممكن حد يجيله الطلق و تضطر تولد في الفرح نفسه؟ مانا خلاص، متوقعه اي حاجة. يعني حد كان ممكن يتخيل إن فستان كتب كتابي ممكن يتحرق؟ دا في الأفلام بس.

 

طبعاً، ممكن بعض الناس الكئيبة تقولك دي جوازة نحس وكل حاجة بتحصل علامة على إن الفرح دا لا يمكن يتم.

ممكن إحنا نبص من الجانب المضيئ الإيجابي (اللي الناس المتشأمة دي ماتعرفوش ولا عمرها حاتفكر فيه) و نقول إن كل حاجة تمت بسلاسة في التلت تيام دول و اللي لا يمكن كانت تتم الا بقرار جمهوري او ملكي(لو إحنا عايشين في مملكة يعني)!!

كون إن رجلي اتلوت و فستاني إتحرق فدي حاجات بسيطة تخزي عين اي حد لوى شفايفه على إننا بنعمل فرح بسرعة كدا.

لا لا..الحقيقة و اللي مفروض كلنا نقتنع بيها إن مافيش حاجة بيتحصل الا بسبب.

انا ليسه مش عارفة إيه سبب لوي رجلي إلا إن قدرتي علي إحتمال الألم زادت الحقيقة..سبب اهو.

اما سبب حرق الفستان فدا واضح؛ الفستان اللي لبسته طلع احلى بكتير من الفستان اللي إتحرق. فغالباً هوا إتحرق عشان مالبسوش!! 

 

طلعت انا و ماما على الكوافير الصبح اظبط شعري و احضره للشينوه اللي حاعمله في شعري بعد الضهر. و لأول (و أخر مرة الحقيقة) خرجت من عند الكوافير بالـ rollers في شعري، و كان شكلي عامل كدا..

 

و سوقت بيها و هيا في شعري لحد الأوتيل. و الغريب إن بتوع الأمن و الـ receptioon، محدش منهم إداني اي نظرات إستعجاب على القفص اللي فوق راسي دا. واضح إنهم متعودين على شكل العرايس كدا.

و دخلت اوضتي في الأوتيل و قبل ما استعد عشان احط makeup كلمت Big T عشان اشوفه فين.

لقيته بيقولي:

“هاي بيبي baby..انا هنا في الأوتيل، في البيسين”

“بيسيييين؟!”

“ايوا..لاقيت ماوريش حاجة فنزلت انا و اصحابي البيسين”

نزلتلُه على البسين، لقيته هوا و أصحابه في البيسين فعلاً

“هوا الرجالة مابتعملش اي حاجة يوم فرحهُم؟!”

“لا انا خلصت خلاص، انا روحت للحلاق و هوا ظبطتلي شعري و دقني و كله..”

هيا ليه حياة الرجالة سهلة كدا؟ دانا بيلمعوا فيا من الصبح 

حتى لو إحنا اللي معزورمين علي الفرح (مش العريس و العروسة يعني)، قبل الفرح، البنت بتستعد قبليها بكذا ساعة، بتعمل شعرها و بتعمل ضوافرها و ترجع تاخدلها ساعة عشان تلبس. لكن الراجل ممكن يكون راجع من الچيم، كل اللي محتاج يعمله، ياخد دش، و ينط في بدلته و.. بس. حتى في منهم بطلوا يحلقوا دقنهُم علي اساس بئت موضة cool يسيبوا دقنهم طالعة شوية..sexy و بتاع!

 

و قبل ما امشي من عند البسين، Big T قالي:

“على فكرة، رشا الـ wedding coordinator، قالتلي إن صورة الكوشة اللي إختارناها، الولد بتاع الورد ضيعها..”

ياااا سلاااام، اول مفجأة اهي

Big T كمل بسرعة  من جوه البيسين “ماتقلقيش خالص، I took care of it، إخترت كوشة تانية و هما بيحضروها حالاً، everything is under control”

ولا مش under control، عننا ما قعدنا في كوشة، انا حاهري اعصابي عشان كوشة..اي كرسيين حاينفعوا. مانا خلاص، في هذه المرحلة، بئيت ضد الصدمات.

 سبت Big T في البيسين يبلبط هوا و اصحابه و طلعت الأوضة عشان احط الـ makeup

 

الباب خبط..دي اكيد المصورة اللي حاتخد الـ pre-wedding pictures و فعلاً طلعت هيا. و سيبتها تنطلق في التصوير و اعدت انا عشان احط makeup.

و انا بحط الـ makeup، لقيت الـ room service جايبلي اكل. Big T بعتلي اكل على الأوضة، حبيبي، حاسس بجوعي

انا كنت جعانة اوي، كنت ممكن اكل اي حاجة من كتر الجوع، فطلبت من الـ makeup artist تستنى و ماتحطليش الروچ غير بعد ما أكل. و طلعت جدعة و سابتني أكل. أصل انا مش حاكُل لحد بالليل اوي. انا عارفة نفسي، مش حاعرف أكل في الفرح خالص، بالفستان الكبير و الطرحة..no way، أخري نئانيئ!

 

خلصت makeup و لبست الفستان  اللي كان ليسه واسع شوية حتى بعد ما لبست الكورساچ تحتيه. خلاص بئا..واسع واسع!

و بعد كدا جالي الكوافير يعملي الشينوه و التاتشات الـ touches الأخيرة. و ماما و سلمى صاحبتي ظبطولي الفستان و أختي كانت تحت بتابع الترتيبات.

و بكدا كنت مستعدة للتصوير.

مدير الإستديو كان قالنا إن حابعتلنا ولد شاطر جداً يقدر ينفذ كل اللي انا قولتله عليه. لكن المصورة البنت ‘سالي’ اللي عملتلي الـ pre-wedding pictures قالتلي

“معلش المصور مش حايقدر يجي، حصلتله ظروف..”

“إيه؟؟!!”

ما انا قللللت، بلاها فرح. كنا إتجوزنا عند اي مأذون و خلاص.

و كملت سالي “ماتقلقيش..انا اللي حاصوركم و حاكون معاكُم لحد اخر الفرح”

Okay؟!!

لازم اعترف إني في اللحظة دي كنت قلقانة. انا اهم حاجة بالنسبالي الصور و الڤيديو.

ساعة ماتجوزت، البنات ماكنوش معروفين خالص بقصة التصوير دي. معظم، إن لم يكن كل المصورين الشاطرين كانوا رجالة. و رغم إن انا من مشجعي المرأة في اي مجال..بصراحة ما كنتش عايزة اجازف. لو كان عندي وقت اجرب المصورة و اشوف شغلها كنت حاكون اول واحدة اختارها.

لكن الحقيقة، في اللحظة دي ما كنش قدامي اي اختيار غير إني اوافق.

و جه Big T خادني من الأوضة و خرجنا بره في الـ outdoors بتاعت الأوتيل و بدأنا التصوير.

و سالي كانت مبهرة، عارفة توجهنا إزاي انا و Big T. سابتنا في صور كتير نعمل اللي إحنا عايزينوا و هيا كانت بتظبط الإضاءة و كل حاجة عشان تطلع الصورة اللي إحنا عايزنها مظبوطة. كتير كانت بتساعدني في تظبيط فستاني و شعري..هايلة هايلة هايلة..تلاتة هايلة.

إتصورنا في الـ outdoors بتاعت الأتيل و جواه و إتصورنا مع اهالنا و اصحابنا..

 انا سعيدة جداً إن في مصورة شاطرة و في نفس الوقت ظريفة و مبتسمة كدا. انا كنت مش عايزة التصوير مايخلصش من كتر مانا مبسوطة.

الفستان طلع حلو رغم إني شارياه online!

 

و بدأ الفرح، و الناس المعازيم اللي إتعزموا من يومين بس جُم..كُلهُم.

في ناس زعلت مني جداً إني ماعزمتهاش و شوية  منهم بطلوا يكلموني!! ماقدروش اي ظروف. و انا اعترف إني في ناس نسيت اعزمهم اصلاً من كتر الجري و الهري و الدربكة. 

بس لو يعرفوا إني لو أقدر كنت اعزم كُللللل الناس كنت عملت كدا بس إحنا كنا محدودين بالوقت و العدد و الفلوس كمان.  

المهم جاتلي فكرة عشان الفستان الواسع اللي بيتزحلق شوية دا. قُلت لـ Big T إن كل ما اقوله يحضنّي، دا معناه إنه يعمل إنه بيحضني و يشد الفستان لفوق شوية..آه والله هوا دا اللي حصل فعلاً و الفكرة نجحت، ماحدِش خد باله خالص

و الجو، سبحان الله فتح فجأة بعد ما كان حر قاتل الكام يوم اللي فاتُم و بئا في نسمة هوا في الجو. و المراوح عملت شغل بردو. كله كان مبسوط و بيضحك لحد ما حصل موقف غريب..

 اصل مش ممكن اليوم يعدي من غير مفاجأت مذهلة..خلاص عرفناها..

حد عنده فكرة ممكن يكون حصل إيه؟ يا تري التورتة وقعت و اندشت؟ ما تندَش، مش لازم ناكل تورتة.

يا ترى في حد بيولِد؟ مبروك الف مبروك..اهي فرحة بفرحة..

لا دا ولا دا..

و انا و Big T  قاعدين في الكوشة، بنريح شوية من كتر الرقص، جه شاب لابس بدلة من الـ reception بتاع الأوتيل و قرب من Big T وقال

“مساء الخير، إحنا محتاجين قسيمة الجواز في  الـ reception”

رد Big T “القسيمة ليسه ماطلعتش..”

“يبئا حضرتك و العروسة مش حاتقدروا تباتوا النهاردة في الأوتيل، لازم قسيمة جواز”

“يعني إيه؟!!!”

“لازم إثبات إنكم متجوزين”

Big T ابتدى يتنرفز “يعني انا عامل الفرح دا عشان نرقص شوية، إنت بتهزر؟!!”

الشاب بتاع الـ reception رد بجمود “لا ما بهزرش و إنت و عروستك و كل ضيوفك اللي قاعدين هنا مش حاتباتوا في الأوتيل من غير قسيمة الجواز”

ساعتها قام Big T من مكانه في الكوشة و هوا بيستعِد ينط في كرش بتاع  الـ reception ، لولا إن صاحبنا تدخل في النص ما بينهُم و صاحب تاني جري ينادي بابا Big T او بابايا.

 كُل دا متصور ڤيديو 

لما مصوريين الڤيديو لقوا العملية داخلة في خناقة لفوا الكاميرات عليا..

 

وصل بابا Big T و عمه بسرعة و سحبوا الشاب الفكيك العبقري بعيد. انا مش عارفة شغلوه إزاي في الشغلانة دي لو هوا طرُبش كدا و مابعرفش يتعامل مع الناس. في حد يتخانق مع عريس في فرحُه.

 الا صحيح، إحنا مثلاً بنمثِل إننا بنتجوز عشان ناخد أوضة مع بعض؟! عبقرية ليس لها حدود.

 و عدى باقي الفرح في سلام. كنت حاسه إني بحتفل بعيد ميلادي مش بفرحي. إحتمال عشان الفرح في الجنينة؟ بس كان باين إن كل الناس مستمتعة بالهوا و الجو العام.

 

خلص الفرح الساعة واحدة بالليل، دا طبعاً يعتبر بدري بالنسبة للأفراح المصرية و طلعنا اوضتنا انا و Big T.

كنا تعبانين اوي من كتر الهري بتاع اليومين اللي فاتوا.

مافيش نص ساعة و لقينا الباب بيخبط..

مين؟ الـ Room Service

“بنطمن إن الأوضة كويسة و كله تمام”

Big T قلهُم إن كله تمام

تلت ساعة كمان الباب خبط

“العشا يا فندم”

“بس إحنا ماطلبناش عشا!!”

“دا من الأوتيل يا فندم. نرجو إنكم تكونوا مبسوطين معانا”

“اوي اوي..شكراً، يا ريت ما تجوش تاخدوا الأطباق، إحنا حانسبهالكوا برا الأضة”

“طبعاً يا فندم”

مافيش تلت ساعة تانية، الباب خبط تاني

 مين تاني؟

“التورتة يا فندم”

Big T غالباً كان شوية شوية حايحدِف التورتة في وش اللي ماسك التورتة

“يا ريت ماتزعجوناش تاني..”

“تحت أمرك يا فندم..لو إحتجت اي حاجة اتصل بالـ reception على…”

“عارف..شككككراااااً”

 وعقبال ما لف كنت انا نمت!

 

صحيت الصبح مش فاهمة انا فين و مين اللي جنبي دا. خدتني لحظات عشان اجمع إننا إتجوزنا إمبارح.

ماهو بصراحة، بعد كل اللي حصل فينا من ساعة ما قلنا حانعمل فرح و انا طبعاً لازم ماجمعش من كتر التعب.

يااااااه ه ه ه ..داحنا طلع روحنا عشان نتجوز. ولا الهُبل بتوع إمبارح بالليل، عشان يراضونا على اللي حصل مع بتاع الـ reception، طلّعوا روحنا فاكرين إنهم كدا مهتمين بينا. الـ team كله محتاج تدريب مكثف في خدمة العملاء . .و الـ common sense

 

نزلت انا و Big T نفطر. انا عارفه إن كل العرايس بيفطروا في الأوضة بس إحنا مش زي اي عرايس. احنا ماشين من الأوتيل بعد الفطار على طول.

و الـ restaurant فاااضي اكنه بتاعنا لوحدنا. لكن فجأة لقيت ماماة و بابا  Big T في وشنا، حيفطروا معانا و شوية عمته جت، و عمته التانيه و عمه و ابن عمه..!!!

في حد تاني نفسه يفطر معانا ؟!

هما صحيح كانوا بايتين في نفس الأوتيل بس يعني..ممكن اول فطار كعرايس يبئا لوحدنا خصوصاً إن إمبارح بالليل كان كُل staff الأوتيل مش سايبنا لحظة. بيطمنوا علينا!!!!!

 

انا و Big T نسينا خالص موضوع الـ honeymoon. بصراحة كدا كدا ماكنش ينفع نرتب اي حاجة عشان ماكناش ملاحقين، كويس اوي إننا رتبنا للفرح في وقت قليل ممكن يخُش Guinness Record.

و بما إن مافيش honeymoon، خرحنا بالليل مع أصحابنا، شلة كبيرة، روحنا إتعشينا في الحسين. و ركبنا فلوكة في النيل و عملنا نفسنا سياح خالص.

و قررنا نقضي باقي الوقت مع أصحابنا في الساحل.

 

و الـ honeymoon، بتاعنا رتبناله و عملناه تلت شهور و نص بعد الجواز!

و روحنا… هاواااااي  

 

مش لازم كُل حاجة تمشي كما يقول الكتاب. اللي عمل العادات و التقاليد و القواعد بني آدم زينا، يعني ممكن نغير و نشكل فيها حسب ما يناسبنا.

 

مين قال إن الـ honeymoon لازم يبقا بعد الفرح مباشرةً، إفرضوا إنتم مجهدين من كتر الترتيبات، أجلوا الرحلة لما تستريحوا.

و مين قال أن الفرح لازم يبقا في اغلي مكان. إفرض إمكانياتكم ما تسمحش؟ ممكن فرح بسيط يبقى جميل بردو.

في ناس حاتقول طب و فيها إيه نطلب مساعدة أهلنا؟

بالنسبة لناس كتير، انا و Big T غراب جداً. إحنا كمان بالنسبالنا اللي بيخلوا ماما و بابا يعملولهُم كُل حاجة  من الإبرة للصاروخ  و هما اللي عليهم بس إنهم يشاوروا ويختاروا الألوان و  يشتروا الحاجة (عفش، لبس، اي حاجة) بالنسبالنا غراب بردواا!!

كمان ساعات في أهالي مابتقدرش علي المصاريف دي كلها..ينتحروا بئا؟ أومال هما كبرونا و علمونا كويس ليه..عشان نحاول و نجتهد زي ما هما كونوا نفسهُم  و هما صغيرين! على الأقل تحملوا جزء من المسؤلية..مش لازم كُلها لو مِش قادرين.

و اللي يزعل إن تلاقي ناس بتاخُد قروض عشان يجوزوا ولادهُم. ماحنا لو مسهلين الأمور، محدش حايضطر يستلِف. البيت مش لازم يكون كامل من مجميعه. هاتوا حاجة حاجة في البيت. انا مثل حقيقي قدامكم اهه. زي اي بنت كان نفسي في حاجات كتير بس كل مرة انا و جوزي بنشتري حاجة زيادة نكمل بيها بيتنا ماتتخيلوش السعادة اللي بنكون فيها.

الفلوس عمرها ما بتحمي من الطلاق، بالعكس،الفلوس الكتير  بتخلي الناس طماعة و عندها نوع من الإنتقام أحياناً و دا نتيجته طلاق بشع مليان إهانات و غضب كتير.

 

المهم البني آدم اللي حانتجوزوا، اللي مع بعض حاتعيشوا حياة جميلة فيها تفاهم و سعادة..و حأكد تاني علي كلمة السعادة. الفلوس بتساعد بس مش هيا السبب اللي تخليك تختار و تقول هوا دا اللي حاتجوزه إلا لو البنت هدفها الفلوس مش حياة جديدة و سعيدة او الشاب بيفكر بطريقة ‘اتجوز واحدة غنية و اريح نفسي’. دي قصة تانية. 

بس يا تري الناس اللي عندها اهداف و checklist دي سعيدة؟ شكلهم في الصور سعيد، لحظة ما بيقولوا ‘cheese’ في الصورة بس. مين يعني اللي حايكشر في الصور؟

في الحقيقة..عادةً بيكونوا عايشين و خلاص.  

 

كان نفسي في فرح (زي اي بنت في العالم دا كله) بس عمري ماتخيلت إنه ممكن يحصل خصوصاً بعد المفاجأت الكتيييير اللي حصلت.

البساطة هيا اللي نجحت الجوازة دي و خلتنا قدرنا نتجوز. 

 

و الفرح…دا كان مجرد bonus

Exit mobile version