The Girl From Egypt

اليوم التقيل

صحيت النهاردة الصبح مهمومة و متضايقة!

مابحبش اصحى بالشعور ده. من طبعي الإيجابية و حب الحياة و الإبتسامة. انا بنى آدم بيحب السعادة. اومال مالي النهاردة؟!

عوِّدت نفسي لو صحيت بالشعور السخيف دا إني ماستسلمش ليه و اقنع نفسي إن النهاردة يوم حلو. و لما الواحد بيجتهد إنه يقنع نفسه بحاجة، بيصدقها! جربوا كدا.

بس النهاردة، مش عارفه اركز ذهنياً إني اقنع نفسي بأااي حاجة.

صاحية مرهقة، نتيجة إني مانمتِش بالليل كويس.

صاحية مكسلة و مش قادرة اتكلم و مش عااايزة اتكلم.

صاحية مش عارفة البس لبس الچيم اللي بحب ابتدي يومي بيه قبل ما اباشر مهام يومي الطوييييل ولا البس لبس الخروج عشان بعد ما اوصل إبني الحضانة ابتدي يومي على طول.

صاحية كل اللي بفكر فيه، إن ارجع استخبى في السرير تحت البطانية و انااااام. دا لو جالي نوم يعني.

مش في ايام (ايام قليلة اوي في السنة..) الواحد بيبقى مش عايز يروح الشغل و لا يباشر مهامه اللي وراه ولا يعمل اي حاجة في حياته غير إنه يستريح او ينام او يتفرج علي خمسمية حلقة من مسلسل بيحبه..او مابيحبوش؟ او يعمل كل دا في نفس اليوم؟ انا حارد على السؤال: آه في ايام كدا.

لا عايز يفكر في مواعيد و لا ياخد قرارات و لا يتكلم مع حد و نفسه ياكل اي حاجة مش مفيدة و يندم على اكلها بعد كدا!

دا انا النهاردة.

و لو مبيحصلكش كدا، يبئا انت/انتي نوع نادر من البشر 

لكن ضميري مش سامحلي اعمل كدا. لو عملت كدا شعور الذنب حايلاحقني طول اليوم و بدل ما استريح، حاكون ضيعت اليوم..لا مني انجزت اللي ورايا ولا مني إستريحت. بل ارهقت نفسي ذهنياً و نفسياً بشعور الذنب اللي حيطاردني طول اليوم. حد بيمر بالشعور المعقد دا زيي؟! يا ريييت حد يجاوبني!

معنديش وقت كبير للتفكير. لازم اخد قرار..Action

امشي في يومي عادي زي كُل اليوم املاً إني اتحسن مع الوقت؟

ولا اوصَّل ابني و ارجع انزل تحت البطانية و بلاها اي حاجة مهمة، او مش مهمة؟ طب بلاها حضانة كمان.

لااا..إلا الحضانة! حايزهق في البيت و يزهقني معاه و انا النهاردة مش قادرة خاااالص زي مانتم شايفين. يروح الحضانة احسن.

القرار: قومت لبست لبس الخروج و رميت اللاب توم و الـ iPad و الـ iPhone و كل الإلكترونات اللي بنستعملها اليومين دول مع شاحن كل واحد فيهم، و قلم و النوته  notebook اللي بكتب فيها، في الشنطة (شنطة كبيرة اكيد و تقيلة بكل اللي فيها دا). و بعد شوية جري و هري مع إبني في البيت عشان مش عايز يلبس و عايز يفطر فشار و مصمم ياخد لعبة كبيرة معاه الحضانة و..و..اااخيراً نزلنا من البيت.

الجري و الهري دا هوا روتين الصباح بتاعي كل يوم بس النهاردة بالتحديد، انا معنديش طاقة للمناهدة ولا حتى الزعيق فلبس اللي هوا عايز يلبسه و خد معاه الفيشار عشان يفطر بيه (ايوا، دا حصل فعلاً!!!) و خد معاه اللعبة الكبيرة اللي مش عارف يشيلها فاجرَّها وراه..

خلاص، مش مهم، خليه يعمل اللي في نفسه النهاردة. خليه يجرب و يكتشف.

الفشار مغذي..مين قال إنه مِش مغذي. دا حتى فشار homemade

و اللعبة الكبيرة الي جاررها وراه، لو باظت، لو اتكسرت، حايتعلم إنه ماينفعش ياخد معاه لعب كبيرة تاني.

و لبسه اللي إختاره و صمم عليه، اللي مش لايق علي بعضه. في الاخر، اهو شورت و تي شيرت، مش داخل عرض ازياء بيهم! علي اخر اليوم حايبقوا مبئعين الوان و اكل و شوائب أخرى مجهولة مابتطلعش في الغسيل مهما إتغسلوا. ماتقولوليش مسحوق إيه و معرفش إيه. بقع الأطفال بقع مختلفة عن اي بقع تانية في الدنيا، لا تهتز و لا تتأثر بأي مسحوق غسيل او اي عدد مرات من الغسيل…يلا!

المهم وصلته الحضانة و لإني نقلته حضانة جديدة من فترة قريبة فقرر النهاردة، دوناً عن اي يوم تاني، إنه يمسك فيا و مايدخلش الفصل. يابني يهديك يرضيك “ماما ماما”. فقعدت علي الأرض و اتكلمت معاه إن راجعة اخده تاني بعد ما يكون لعب و لون و غنى. بس برضو، ماسك فيا. و لما حس إن خلاص ماشية فتح في العياط. دا ماعيطش اول إسبوع في الحضانة..قرر يعط النهاردة؟ النهاااردة؟

طبطبت عليه و حضتنه و بوسته و قعدت معاه شوية كمان و فهمته تاني إني راجعه اخده و فكرته بكل الحاجات الحلوة اللي بيعملها في الحضانة. هدي و سكت. لكن اول ما قُمت عيط تاني.

سبت الحضانة و قلبي متقطع عليه رغم إن مُدرسته طمنتني قبل ما امشي من مبنى الحضانة إنه هدي و قعد يلعب باللعب.

عقبال ما وصلت للعربية و ركّبتها، كانت طاقتي الضعيفة النهاردة إستنفذت خلاص. و فجأة لقيت نفسي بعيط، دموع نزله علي وشي من غير ماعرف اتحكم فيها.

سبت نفسي اعيط شوية. كدا كدا ماعنديش طاقة ابطل عياط.. فكملت عياط!

و بدل ما افكر في ليه انا بعيط و الحلول ايه، كعادتي.  قُلت النهاردة انا مش حابئا شهيرة الحكيمة، المنظمة ،الملتزمة بكل فسفوسة على كوكب الأرض.

مش مهم حناكل إيه النهاردة

ولا مهم ارد على الـ whatsapp messages اللي جاتلي في التو و االحال

ولا مهم ابعت الإيميل email عشان بنتي تشترك في مدرسة كرة السلة basketball.

ماهو لو مدرسة الـ basketball قالتلي مافيش اماكن عشان مابعتِش بسرعة فائقة قبل اي ام او اب تانين، ابئا اشوفلها مدرسة تانية، ماخلصتش الدُنيا.

طبيعي يقولوا في الإيميل اللي بعتوه و البروشور brochure اللي وزعوه كنوع من أنواع التسويق (السيكولوچي النفسي):

‘الأماكن محدودة. سارع بالحجز الآن’

المفروض يكملوا “وإلا مش حايجرا حاجة. إحنا بس بنصيع عليكم عشان نملى الأماكن بسرعة و نضمن الفلوس في جيبنا”

كل حاجة بئت ‘إلحقوا إحجزوا..إلحقوا إشتروا..إلحقوا اعملوا’

من غير مانحِس، الحياة كلها بئت جري في جري و هري في هري.

و طبعاً دا بيتعبنا و يرهقنا.

حياة سريعة بدون داعي.

النهاردة، انا حاخدُه اجازة عرضية، مرضية، نفسية..اياً كان المسمى. اجازة من التفكير و الجري و الهري. من الإلتزام و الواجبات الشخصية و العملية و الدراسية و المنزلية و أي واجبات.

شوفتوا ضغوط الحياة ممكن تعمِل إيه في الواحد؟ تخليه يعيط من غير يكون عايز يعيط!

تخليه تعبان، مرهق ذهنياً و دا بينعكس على جسمنا و حالتنا النفسية.

خصوصاً حتة: يلا..الحق..حانتأخر..بسرعة

ما تيجوا نبطئ السرعة شوية و نبطل جري. حايحصل إيه؟ ما اللي قبلينا كانوا علي speed اقل و عاشوا مبسوطين و زي الفُل.

النهاردة، اكيد الـ system بتاعي، اللي هوا مخى و جسمي حصله crash. تعِب عشان انا أرهقته جامد.

كل الآباء و الأمهات العاملات بيشتغلوا و يتعبوا و يلهثوا عشان اكل العيش و عشان يخلوا أسرهُم سعيدة و مش محتاجين حاجة. و الأمهات (الغير عاملات) بتشتغل طول اليوم في بيتها عشان توفر بيت سعيد لأسرتها. سنة الحياة..جميييل.

لكن حتى بعد ما نروّح بنلاقي  إيملات emails و text messages بتلاحقنا بعد مواعيد العمل علي حاجة تبدو مهمة، لكن في الحقيقة ممكن تستنى لبكره.

ماحدش حايموت ..إلا لو إنتم دكاتره.

مافيش حاجة حاتتعطل .. إلا لو بتشتغلوا في الـ IT او التكنولوچي و ال server وقع و الشركة حاتخسر كتير

و دا مابيحصلش كُل يوم..و هكذا.

الأهم إن الواحد يفصل و يدي مُخه اجازة عشان يعرف يبئا نشيط تاني يوم و الأهم بئا إن يقضي اللي كم ساعة اللي فاضلين من يومه ما بين أسرته و بيعمل حاجة بيحبها.

تخيلوا إستريحت لما كتبت الكلمتين دول. خلوني اعرف انا تعبانة من إيه.

يا تري إنتم عرفتم تعبانين من إيه؟

إعملوا pause (وقفه مع النفس ) لمدة ساعتين و إنتم تعرفوا.

الحياة ابسط بكتير من اللي إحنا بنعمله فيها و في نفسنا.

يومكم سعيد 

شهيرة يحيى

The Girl From Egypt

Exit mobile version